موضوع عشوائي

آخر المواضيع

وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ




وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ

بقلم/ الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشرقاوي
قال الله سبحانه: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26)) [الصافات].
لقد كان لهذه الآيات وقع كبير في نفوس الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
فلقد ذكر أن الإمام النووي؛ - صاحب رياض الصالحين رحمه الله - قام الليل في ليلة بقول الله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)  وظل يرددها ويبكي ولعل يقين هؤلاء السادة في الحساب والثواب أو العقاب جعلهم يحسنون أعمالهم ويتقنونها وفق ما يرضي الله ورسوله .
قال المفسرون : لما سيق هؤلاء المجرمون إلى النار حبسوا عند الصراط لأن السؤال هناك
وفي هذا السؤال ستة أقوال:
أحدها ؛ إنهم سئلوا عن أعمالهم وأقوالهم في الدنيا .
الثاني ؛ عن لا إله إلا الله رويا جميعا عن ابن عباس .
والثالث ؛ عن خطاياهم قاله الضحاك .
والرابع ؛ سألهم خزنة جهنم ألم يأتكم نذير ونحو هذا قاله مقاتل .
والخامس ؛ إنهم يسألون عما كانوا يعبدون ذكره ابن جرير .
والسادس ؛ أن سؤالهم قوله ما لكم لا تناصرون ذكره الماوردي فقيل لهم ذلك يومئذ توبيخا والمستسلم المنقاد الذليل والمعنى أنهم منقادون لا حيلة لهم .
سائل ومسؤول وسؤال
أما السائل فهو الله سبحانه وتعالى ؛ قال رسول الله r: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان". رواه البخاري.
وأما المسؤول فكل بني آدم ؛ طائعهم وعاصيهم ، برهم وفاجرهم ، مؤمنهم وكافرهم ، الرسل والأمم
قال تعالى: (فلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)) الأعراف.
أما الرسل عليهم صلوات الله وسلامه ، فالله سبحانه يقول فيهم ، (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109)) المائدة.
وأما الذين أرسل إليهم ، فالله سبحانه يقول ، (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ (67)) القصص.
الصادقون يسألون : ليسأل الصادقين عن صدقهم .
والكافرون يسألون وكل من يفتري الكذب على الله أو الرسول قال الله تعالى: (تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)) النحل .حتى الصحابة والصالحين يسألون .
وأما السؤال ففي أربع خصال
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه" . صحيح رواه الطبراني وغيره .
السؤال الأول عن العمر والسؤال الثاني عن مرحلة الشباب؛ ولكن أليس الشباب جزءا من العمر ؟ بلى . إذا فلماذا ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم -. لأن الشباب هو المرحلة الخصبة في حياة الإنسان فهي مرحلة النضج والنشاط وتكون فيها كل الأسباب ميسرة للإنسان ليكون صالحا أو طالحا ولذلك يتمنى هذه المرحلة الوِلْدَانُ ويرجو عودتها الشَيْبَانُ.
كما قال القائل:
عريتُ من الشبابِ وكان غصناً ... كما يَعْرى من الورقِ القضيبُ
ونحتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ...  فما نفعَ البكاءُ ولا النحيبُ
فيا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً  ... فأخبرَهُ بما فعل المشيبُ
ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "وعن شبابه فيما أبلاه" .
والسؤال الثالث ذو شقين وهو عن المال من أين اكتسبته وفيما أنفقته وهنا إن استطاع العبد أن يجيب لا يخلو جوابه من إحدى احتمالات أربعة إما أنه جاء بالمال من حلال وأنفقه في حرام أو جاء به من حرام وأنفقه في حلال أو جاء به من حرام وأنفقه في حرام أو جاء به من حلال وأنفقه في حلال . والله طيب لا يقبل إلا طيبا .
ثم تأتي قاصمة الظهر وعن علمه ماذا عمل فيه ، كل واحد من المسلمين لديه حصيلة كبيرة من العلم ففي كل جمعة يرتقي الخطيب المنبر ويجود على المستمعين بما فتح الله عليه من علم .
ولكن يؤسفني أن أقول؛ أن كل واحد من المسلمين - إلا من رحم الله - يحمل في طيات بدنه مكتبة متنقلة زاخرة بالكتب ، مملوءة بالمراجع ولكن ليت هذه المكتبة كانت مفتحة الأبواب لمن أراد أن ينظر فيها أو يفيد من كتبها ومراجعها ليتها كذلك ولكنها موصدة الأسباب مغلقة الأبواب فكتم صاحب المكتبة علمها واندثرت بسببه معالم علومها . ومن هنا كانت مسؤلية العلم أعظم المسؤليات وليس من علم كمن لم يعلم .
وليس العلم بكثرة الرواية ولا الدراية وإنما العلم خشية الله وإن شأت فاقرأ قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28 فاطر)).
وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . رواه البخاري ومسلم .
راع أَي : حافِظٌ مؤْتَمَنٌ والرَّعِيَّةُ كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرهُ . مسؤلية أي أمانة يسأل عنها من تحملها أوقبلها .
وهناك نعم ثلاث – على سبيل المثال لا الحصر-  قد أنعم الله تعالى بها على كل إنسان :
نعمة الإيجاد ؛ (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ( 1 الإنسان)) .
ونعمة الإمداد ؛ (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)) النحل .
ونعمة الإرشاد ؛ (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30)) الروم .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصراه أو يمجسانه" . رواه البخاري ومسلم وفي لفظ الترمذي بسند صحيح كل مولود يولد على الملة .
وكل هذا النعيم يسأل عنه الإنسان ، قال الله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ (8)) التكاثر .
ضياع المسؤولية من علامات الساعة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال متى الساعة ؟ . فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال . وقال بعضهم: بل لم يسمع . حتى إذ قضى حديثه قال: ( أين - أراه - السائل عن الساعة ) . قال ها أنا يا رسول الله قال: (إذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ) . قال كيف إضاعتها ؟ قال: ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) . رواه البخاري .
( وسد ) أسند . ( غير أهله ) من ليس كفأ له .
قال تعالى: (وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93)) النحل .
العناصر الثلاثة التي بها يصلح حال الأمم
الحكام والعلماء والعبّاد ، وفساد الأمم بالحكام الظلمة والعلماء الفجرة والعبّاد الجهلة
وهل أفسد الدين إلا الملوك        وأحبار سوء ورهبانها
أما سلف الأمة الصالحون وتابعوهم بإحسان فهم بخلاف ذلك ، حكامهم عدولا اوفياء وعلماءهم صلحاء وعبّادهم علماء .
مسؤلية الحاكم
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" . رواه مسلم .
روى الإمام مالك في الموطأ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب ؛ وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته وهو يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك .
مسؤلية الرجل في بيته أن يعلم من يعول مما علمه الله ويلزمهم أمر الله ويكفهم عما حرم الله ، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)) التحريم.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول" . صحيح رواه النسائي والحميدي وغيرهما.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ابدأ بمن تعول" . رواه البخاري ومسلم .
مسؤلية كل عامل في عمله
يتوجب على كل عامل مؤتمن على أموال أو عقار أو غيره من الأمانات أن يحفظ هذه الأمانة ولا يسلب منها أي شيء قليل أو كثير . عظيم أو حقير لأنه بذلك يأكل أموال الناس بالباطل ورسول الله يقول: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل: وإن كان شيئا يسير يا رسول الله ؟ قال وإن قضيبا من أراك" . رواه مسلم .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة ) قال فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك قال ( ومالك ؟ ) قال: سمعتك تقول كذا وكذا؛ قال: ( وأنا أقوله الآن؛ من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه" . رواه مسلم . (مخيطا) يعني إبرة .
مسؤلية التبليغ لمن علمه الله علما
إن أمانة التبليغ لا تخص قوما عن قوم وإنما تعم كل من حفظ آية من كتاب الله وفهمهما أن يبلغها لمن لم يسمعها بشرط أن لا يتخطاها لغيرها ويتدخل فيما لم يتعلم فيضل ويضل قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)) الزخرف .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" . رواه البخاري.
وفي هذا خطورة الكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما أكثر الكاذبين عليه من الخطباء والعوام ينسبون له أقوالا غريبة عجيبة . وما كان أصحاب رسول الله يحدثون إلا لأداء أمانة التبليغ وخوفا من اللعنة والتنكيل في الآخرة .
قال أبو هريرة رضي الله عنه لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)) البقرة .
فيا ليت العلماء يفقهون هذا الكلام فلا يكتمون العلم الذي علمهم الله إياه
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم       ولو عظموه في النفوس لعظّما
والأمر بالتبليغ تكليف والحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشريف والتبليغ بقدر آية تخفيف .
مسؤلية العامة أن يعبدوا الله تعالى على علم وأن يكون العمل خالصا صوابا
لأن العمل لا يقبله الله إلا بشرطين هما الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ففي الإخلاص يقول الله سبحانه: (وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)) القصص . أي كل عمل قصد به غير وجه الله فهو هالك ضائع وكل عمل قصد به وجه الله فهو باق نافع ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه" . صحيح رواه النسائي والطبراني وغيرهما.
وفي المتابعة يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" . رواه مسلم والبخاري . رد أي مردود على صاحبه .
ومن هنا صدقت كلمة الفضيل بن عياض رضي الله عنه : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. والله المستعان .
لاشك أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا قلة ولكنهم بعلمهم بالله وخشيتهم إياه نصروا على الدولتين الطاغيتين وقتئذ دولة الفرس ودولة الروم .
وها نحن اليوم أضعاف أضعاف الصحابة وما استطعنا أن نصل إلى الشاطئ الذي عبروه رضي الله عنهم إلا قليلا من المؤمنين الذين قال فيهم الله تعالى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181)) الأعراف .
ويقول فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" . رواه مسلم والبخاري .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" . صحيح رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما .
مثال للعبّاد الصالحين
عن زيد بن أسلم قال : مر عبد الله بن عمر  رضي الله عنهما براع فقال يا راعي الغنم هل من جِوَرَّهْ قال الراعي ليس ههنا ربها فقال له ابن عمر تقول له إنه أكلها الذئب قال : فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال فأين الله قال : ابن عمرt فأنا والله أحق أن أقول أين الله فاشترى ابن عمر الراعي و اشترى الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم .  (جِوَرَّهْ : نعجة ضخمة) أي للذبح أو الحلب . صحيح رواه البيهقي في الشعب .
وأحب أن أقول في آخر الموضوع: إنه لشرف كبير أن يكلم الله تعالى العبد بالخير وإليه هذا الشرف يشتاق المؤمنون فأسأل الله أن يكلمنا بالخير وأن لا يحرمنا رؤية وجه الكريم إنه عفو كريم ، والله أعلم ، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©