بسم الله الرحمن الرحيم
س 37 من
أخت مصرية : في حاجة اسمها بِسْلَة
لما يكون فى حد مزغوف يعملون له
البسلة ، حضرتك عارفها ؟ لما أحد
يُزْغَفُ أحدا أو يخلعه أو يخضه
يعنى لما يكون الواحد قاعد في حاله
ومش واخد باله ويجى حد تانى يعمل
حاجة تزغفه أو ترعبه أو يقوله كلمة
بصوت عالى ، ولكن جداتنا القدامى
لما حد يُرَوَّع حد كان بيعملوا
للى اتروع حاجة اسمها بسلة ، أنا
معرفش يعنى إيه بس لما سالتهم
قالوا نجمع سبع حاجات من سبع بيوت
يعنى قال رز وعدس وما الى ذلك بس
بشرط أن البيوت دى أهلها يكونوا
متزوجين قريب أرجو من حضرتك ان لا
تهزأ منى انا مش عارفة الكلام دة
صح ولا خطأ وهل له أصل في الشرع
؟
ج 37 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فأولا من جهة اللغة : "زغف: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْفُ: الدِّرْعُ المُحْكَمة، يُقَال: درعٌ زَغْفٌ، ودُروع زَغْفٌ، وَأنْشد:
تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوق جِلْدِي نَثْرَةٌ ... زَغْفٌ تَرُدُّ السيْفَ وَهُوَ مُثَلَّم
أَبُو عبيد عَن أَبي عَمرو: الزَّغْفَةُ: الواسعة من الدُّروع. وَقَالَ شمر: أَنكَرَ ابنُ الْأَعرَابِي تَفْسِير أبي عَمْرو فِي الزَّغْفَةِ وَقَالَ: هِيَ الصغيرةُ الحَلَق.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الدَّقيقةُ الحَسَنةُ السلَاسِل. وَقَالَ شمر: يقالُ: هِيَ زَغْفٌ وزَغَفٌ قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن أبي الحُقَيق:
رُبَّ عَمَ لِيَ لوْ أَبْصَرْتَهُ ... حسن المِشْيَةِ فِي الدِّرْع الزَّغَف
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (ت 244هـ) ) : الزَّغْفُ من الدُّرُوع الواسعةُ الطَّوِيلَة الليِّنَة، قَالَ: ونظُنُّهُ من قَوْلهم: زَغَفَ لنا فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا حَدَّثَ فَزَاد فِي الحَدِيث وكذَب فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: رَجُلٌ زَغَّافٌ، وَقد زَغفَ كلَاما كثيرا: إِذا كَانَ كثيرَ الْكَلَام.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زَغَفَ فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وكذَب.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَغَف لنا مَالا كثيرا. أَي: غَرَفَ لنا مَالا كثيرا.
وَقَالَ اللَّيْث: رجُل مِزْغَفٌ، وَهُوَ الجُرَافُ المنْهُومُ الرَّغِيبُ يَزْدَغِفُ كلَّ شَيْء، قَالَ: والزَّغَفُ دُقَاقُ الحَطب، قَالَ: وازْدَغَفَ الشيءَ وازْدَلَمَهُ: أَي أَخَذَه."
(تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري 370 هـ (8 / 78 ، 79) .
"البُسْلَةُ كغُرْفَةٍ: أُجْرَةُ الرَّاقِي خاصّةً، عَن اللحيانيّ. وابْتَسَلَ الرجُلُ: أخَذَها. قَالَ أَبُو عَمْرو: حَنْظَلٌ مُبَسَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: أُكِلَ وَحْدَه فتُكُرِّهَ طَعْمُه وَهُوَ يَحرِقُ الكَبِدَ، وأنشَد: بِئسَ الطَّعامُ الحَنْظَل المُبَسَّلُ تَيجَعُ مِنْه كَبِدِي وأَكْسَلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: المُبَسَّلُ: الَّذِي تَركُوا فِيهِ مَرارَةً، لم يُعْمَل كَمَا عُمِل ذَلِك الجَيَّدُ. وأَبْسَلَه لكذا إِبْسالاً: إِذا عَرَّضَهُ ورَهنهَ وَفِي بعض النُّسَخ: ورَهَقَه. أَو أَبْسَلَه: أسْلَمه لِلهَلَكَةِ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ أَي تُسْلَمَ للهَلَكةِ. وَقَالَ الأزهريُّ: أَي لِأَن لَا، تُسْلَمَ إِلَى العذابِ بِعَملِها. وَقيل: تُسْلَم: تُرْتَهَن، يُقال: أُبْسِلَ فلانٌ بجَرِيرتِه: أَي أسْلِمَ بجِنايته للهلاك. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا قَالَ الحسنُ: أَي أسْلِموا بجَرائرِهم، وقِيل: ارْتُهِنُوا، وَقيل: أُهْلِكُوا، وَقَالَ مُجاهِد: فُضِحُوا، وَقَالَ قَتادةُ: حُبِسُوا. وَقَالَ عَوْفُ بن الأَحْوَص:
(وإِبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناهُ وَلَا بِدَمٍ مُراقِ)
وَكَانَ حَمَل عَن غَنيٍّ لبَني قُشَمير دَمَ ابْنَيِ السجفية، فَقَالُوا: لَا نَرضى بك، فرهَنَهُم بَنِيه، طَلَباً للصُّلْح. وَقَالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِي الله عَنهُ:
(ونحنُ رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامِراً ... بِمَا كانَ فِي الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلا)" . (تاج العروس 28/ 83 ، 84) .
وأما سؤالك عن من فزّع أخاه المسلم فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ؛ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» . صحيح رواه أبو داود (5004) (4/301) وأبو بكر ابن أبي شيبة (957) (2/421) وغيرهما .
وما تقدم من كلام أهل اللغة بخلاف "البِسِلَّةُ" كما يتلفظ بها في مصر وبعض البلدان الأخرى ، وأشار إليها الزبيدي (ت 1205هـ ) في تاج العروس (24 / 92 ) ، وهي البازلاء (باللاتينية: Pisum sativum) وبالإنجليزية
peas ، وبالفرنسية : pois، وهي الْجِلْبَانَة بلهجة بلاد المغرب الأدنى (تونس) والأوسط (الجزائر) والأقصى (المملكة المغربية) وفي شمال المغرب يقولون لها تيشاور (بإشمام الشين صوت التاء في أولها) نقلا عن اللغة الإسبانية
chícharos ، وفي العراق بَزَالْيَا . وتندرج البازلاء أو البسِلّة تحت (الخضراوات) وهي من الفصيلة الفراشية وثمارها عبارة عن قرون تحتوي بداخلها حبات صغيرة كروية الشكل .
وهي من المأكولات المحببة كما أنها سهلة الهضم. وتؤكل قرونها وبذورها مطبوخة، ويمكن حفظها مجمدة أو معلبة أو مجففة.
قال الإمام العسكري : الْفرق بَين البسلة والحلوان والرشوة
أَن البُسْلَة آجر أجر الراقي وَجَاء النَّهْي عَنْهَا وَذَلِكَ إِذا كَانَت الرّقية بِغَيْر ذكر الله تَعَالَى فَأَما إِذا كَانَت بِذكر الله تَعَالَى وَبِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ بهَا بَأْس وَيُؤْخَذ الْأجر عَلَيْهَا وَالشَّاهِد أَن قوما من الصَّحَابَة رقوا من الْعَقْرَب فَدفعت إِلَيْهِم ثَلَاثُونَ شَاة فسالوا رَسُول عَن ذَلِك فَقَالَ لَهُم اقتسموها واضربوا لي مَعكُمْ بِسَهْم والحلون أجر الكاهن وَقد نهي عَنهُ يُقَال حلواته حلونا ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سموا كل عَطِيَّة حلوانا قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(فَمن رَاكب أحلوه رحلي وناقتي ... يبلغ الشّعْر إِذا مَاتَ قائلة)
والحوالن ايضا أَن ياخذ الرجل الْمهْر ابْنَته وَذَلِكَ عَار عِنْدهم قَالَ الراجز من الرجز
(لَا نَأْخُذ الحلون من بناتنا ... )
والرشوة مَا يعطاه الْحَاكِم وَقد نهي عَنْهَا قَالَ النَّبِي لعن الله الراشي والمرتشي وَكَانَت الْعَرَب تسميها الإتاوة وَقَالَ أَبُو زيد أتوت الرجل أَتَوا وَهِي الرِّشْوَة قَالَ زُهَيْر من الطَّوِيل
(افي كل أسواق الْعرَاق إتاوة ... وَفِي كل مَا بَاعَ امْرُؤ مكس دِرْهَم)
قَالَ المكس الْخِيَانَة وَهُوَ هَهُنَا الضريبة الَّتِي تُؤْخَذ فِي الْأَسْوَاق وَيُقَال مكسة مكسا إِذا خانه وَيُقَال المكس الْعشْر وَجَاء فِي الحَدِيث لَا يدْخل الْجنَّة صَاحب مكس وَقَالَ بَعضهم الاسلال الرِّشْوَة وَفِي الحَدِيث لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال واإغلال الْخِيَانَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْإِسْلَال السّرقَة وَقَالَ بَعضهم الإتاوة الْخراج . (الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ت 395 هـ (1 / 173) .
وأما ما ذكرتيه من جمع عدد من الحبوب لإعداد طعام ما لتأمين المروع وقد سماه بعض الناس بِسْلة (بكسر اللام) فلا أعرف له أصلا في الشريعة ، ولكن لا أحرم تناول أطعمة جائزة متعددة الأشكال ؛ فلعلها عادات اعتادها القدماء من أصحاب الطب الشعبي ليُجِمُّوا بها فؤاد المحزون أو الخائف ووجدوا لها أثرا طيبا ، لكن أن يكون الطعام من بيوت أزواج جدد بالتحديد فلا أصل له في الإسلام ، ولم يرد نص بالتبرك بذلك فلا أجيزه ؛ وأرى أن أفضل ما يفعل هو الدعاء والرقية وتلاوة القرآن ، وإن كانوا ولا بد فاعلين فليصنعوا التلبينة فقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال : «التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ» . رواه البخاري (5417) (7/75) ومسلم (2216) (4/1736) . قال الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) :
التَّلْبِينَةِ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ نُونٌ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ دَقِيقٍ أَوْ نُخَالَةٍ وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهَا عَسَلٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِشَبَهِهَا بِاللَّبَنِ فِي الْبَيَاضِ وَالرِّقَّةِ وَالنَّافِعُ مِنْهُ مَا كَانَ رَقِيقًا نَضِيجًا لَا غَلِيظًا نِيئًا ، وَقَوْلُهُ مَجَمَّةٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْمِيمِ الثَّقِيلَةِ أَيْ مَكَانُ الِاسْتِرَاحَةِ وَرُوِيَتْ بِضَمِّ الْمِيمِ أَيْ مُرِيحَةٌ وَالْجِمَامُ بِكَسْرِ الْجِيمِ الرَّاحَةُ وَجَمَّ الْفَرَسُ إِذَا ذَهَبَ إِعْيَاؤُهُ . (فتح الباري 9/550) .
قال الإمام بدر الدين العَيْنِي (ت855 هـ) : "وَقد يَجْعَل فِيهَا الْعَسَل وَاللَّبن. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: التلبين والتلبينة حساء يعْمل من دَقِيق، وَهِي تَسْمِيَة بالمرة من التلبين مصدر لبن الْقَوْم إِذا اسقاهم اللَّبن، وَقَالَ: الحساء بِالْفَتْح وَالْمدّ طبيخ يتَّخذ من دَقِيق وَمَاء ودهن، وَقد يحلى وَيكون رَقِيقا يحسى من الحسوة. " (عمدة القاري 21 / 54) . والله أعلم . نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ج 37 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فأولا من جهة اللغة : "زغف: قَالَ اللَّيْث: الزَّغْفُ: الدِّرْعُ المُحْكَمة، يُقَال: درعٌ زَغْفٌ، ودُروع زَغْفٌ، وَأنْشد:
تَحْتِي الأَغَرُّ وفَوق جِلْدِي نَثْرَةٌ ... زَغْفٌ تَرُدُّ السيْفَ وَهُوَ مُثَلَّم
أَبُو عبيد عَن أَبي عَمرو: الزَّغْفَةُ: الواسعة من الدُّروع. وَقَالَ شمر: أَنكَرَ ابنُ الْأَعرَابِي تَفْسِير أبي عَمْرو فِي الزَّغْفَةِ وَقَالَ: هِيَ الصغيرةُ الحَلَق.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: هِيَ الدَّقيقةُ الحَسَنةُ السلَاسِل. وَقَالَ شمر: يقالُ: هِيَ زَغْفٌ وزَغَفٌ قَالَ: وَمِنْه قَول ابْن أبي الحُقَيق:
رُبَّ عَمَ لِيَ لوْ أَبْصَرْتَهُ ... حسن المِشْيَةِ فِي الدِّرْع الزَّغَف
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (ت 244هـ) ) : الزَّغْفُ من الدُّرُوع الواسعةُ الطَّوِيلَة الليِّنَة، قَالَ: ونظُنُّهُ من قَوْلهم: زَغَفَ لنا فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا حَدَّثَ فَزَاد فِي الحَدِيث وكذَب فِيهِ.
وَقَالَ أَبُو مَالك: رَجُلٌ زَغَّافٌ، وَقد زَغفَ كلَاما كثيرا: إِذا كَانَ كثيرَ الْكَلَام.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زَغَفَ فِي الحَدِيث إِذا زَاد فِيهِ وكذَب.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَغَف لنا مَالا كثيرا. أَي: غَرَفَ لنا مَالا كثيرا.
وَقَالَ اللَّيْث: رجُل مِزْغَفٌ، وَهُوَ الجُرَافُ المنْهُومُ الرَّغِيبُ يَزْدَغِفُ كلَّ شَيْء، قَالَ: والزَّغَفُ دُقَاقُ الحَطب، قَالَ: وازْدَغَفَ الشيءَ وازْدَلَمَهُ: أَي أَخَذَه."
(تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري 370 هـ (8 / 78 ، 79) .
"البُسْلَةُ كغُرْفَةٍ: أُجْرَةُ الرَّاقِي خاصّةً، عَن اللحيانيّ. وابْتَسَلَ الرجُلُ: أخَذَها. قَالَ أَبُو عَمْرو: حَنْظَلٌ مُبَسَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: أُكِلَ وَحْدَه فتُكُرِّهَ طَعْمُه وَهُوَ يَحرِقُ الكَبِدَ، وأنشَد: بِئسَ الطَّعامُ الحَنْظَل المُبَسَّلُ تَيجَعُ مِنْه كَبِدِي وأَكْسَلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: المُبَسَّلُ: الَّذِي تَركُوا فِيهِ مَرارَةً، لم يُعْمَل كَمَا عُمِل ذَلِك الجَيَّدُ. وأَبْسَلَه لكذا إِبْسالاً: إِذا عَرَّضَهُ ورَهنهَ وَفِي بعض النُّسَخ: ورَهَقَه. أَو أَبْسَلَه: أسْلَمه لِلهَلَكَةِ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ أَي تُسْلَمَ للهَلَكةِ. وَقَالَ الأزهريُّ: أَي لِأَن لَا، تُسْلَمَ إِلَى العذابِ بِعَملِها. وَقيل: تُسْلَم: تُرْتَهَن، يُقال: أُبْسِلَ فلانٌ بجَرِيرتِه: أَي أسْلِمَ بجِنايته للهلاك. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا قَالَ الحسنُ: أَي أسْلِموا بجَرائرِهم، وقِيل: ارْتُهِنُوا، وَقيل: أُهْلِكُوا، وَقَالَ مُجاهِد: فُضِحُوا، وَقَالَ قَتادةُ: حُبِسُوا. وَقَالَ عَوْفُ بن الأَحْوَص:
(وإِبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناهُ وَلَا بِدَمٍ مُراقِ)
وَكَانَ حَمَل عَن غَنيٍّ لبَني قُشَمير دَمَ ابْنَيِ السجفية، فَقَالُوا: لَا نَرضى بك، فرهَنَهُم بَنِيه، طَلَباً للصُّلْح. وَقَالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِي الله عَنهُ:
(ونحنُ رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامِراً ... بِمَا كانَ فِي الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلا)" . (تاج العروس 28/ 83 ، 84) .
وأما سؤالك عن من فزّع أخاه المسلم فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ؛ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» . صحيح رواه أبو داود (5004) (4/301) وأبو بكر ابن أبي شيبة (957) (2/421) وغيرهما .
وما تقدم من كلام أهل اللغة بخلاف "البِسِلَّةُ" كما يتلفظ بها في مصر وبعض البلدان الأخرى ، وأشار إليها الزبيدي (ت 1205هـ ) في تاج العروس (24 / 92 ) ، وهي البازلاء (باللاتينية: Pisum sativum) وبالإنجليزية
peas ، وبالفرنسية : pois، وهي الْجِلْبَانَة بلهجة بلاد المغرب الأدنى (تونس) والأوسط (الجزائر) والأقصى (المملكة المغربية) وفي شمال المغرب يقولون لها تيشاور (بإشمام الشين صوت التاء في أولها) نقلا عن اللغة الإسبانية
chícharos ، وفي العراق بَزَالْيَا . وتندرج البازلاء أو البسِلّة تحت (الخضراوات) وهي من الفصيلة الفراشية وثمارها عبارة عن قرون تحتوي بداخلها حبات صغيرة كروية الشكل .
وهي من المأكولات المحببة كما أنها سهلة الهضم. وتؤكل قرونها وبذورها مطبوخة، ويمكن حفظها مجمدة أو معلبة أو مجففة.
قال الإمام العسكري : الْفرق بَين البسلة والحلوان والرشوة
أَن البُسْلَة آجر أجر الراقي وَجَاء النَّهْي عَنْهَا وَذَلِكَ إِذا كَانَت الرّقية بِغَيْر ذكر الله تَعَالَى فَأَما إِذا كَانَت بِذكر الله تَعَالَى وَبِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ بهَا بَأْس وَيُؤْخَذ الْأجر عَلَيْهَا وَالشَّاهِد أَن قوما من الصَّحَابَة رقوا من الْعَقْرَب فَدفعت إِلَيْهِم ثَلَاثُونَ شَاة فسالوا رَسُول عَن ذَلِك فَقَالَ لَهُم اقتسموها واضربوا لي مَعكُمْ بِسَهْم والحلون أجر الكاهن وَقد نهي عَنهُ يُقَال حلواته حلونا ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سموا كل عَطِيَّة حلوانا قَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(فَمن رَاكب أحلوه رحلي وناقتي ... يبلغ الشّعْر إِذا مَاتَ قائلة)
والحوالن ايضا أَن ياخذ الرجل الْمهْر ابْنَته وَذَلِكَ عَار عِنْدهم قَالَ الراجز من الرجز
(لَا نَأْخُذ الحلون من بناتنا ... )
والرشوة مَا يعطاه الْحَاكِم وَقد نهي عَنْهَا قَالَ النَّبِي لعن الله الراشي والمرتشي وَكَانَت الْعَرَب تسميها الإتاوة وَقَالَ أَبُو زيد أتوت الرجل أَتَوا وَهِي الرِّشْوَة قَالَ زُهَيْر من الطَّوِيل
(افي كل أسواق الْعرَاق إتاوة ... وَفِي كل مَا بَاعَ امْرُؤ مكس دِرْهَم)
قَالَ المكس الْخِيَانَة وَهُوَ هَهُنَا الضريبة الَّتِي تُؤْخَذ فِي الْأَسْوَاق وَيُقَال مكسة مكسا إِذا خانه وَيُقَال المكس الْعشْر وَجَاء فِي الحَدِيث لَا يدْخل الْجنَّة صَاحب مكس وَقَالَ بَعضهم الاسلال الرِّشْوَة وَفِي الحَدِيث لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال واإغلال الْخِيَانَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْإِسْلَال السّرقَة وَقَالَ بَعضهم الإتاوة الْخراج . (الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري ت 395 هـ (1 / 173) .
وأما ما ذكرتيه من جمع عدد من الحبوب لإعداد طعام ما لتأمين المروع وقد سماه بعض الناس بِسْلة (بكسر اللام) فلا أعرف له أصلا في الشريعة ، ولكن لا أحرم تناول أطعمة جائزة متعددة الأشكال ؛ فلعلها عادات اعتادها القدماء من أصحاب الطب الشعبي ليُجِمُّوا بها فؤاد المحزون أو الخائف ووجدوا لها أثرا طيبا ، لكن أن يكون الطعام من بيوت أزواج جدد بالتحديد فلا أصل له في الإسلام ، ولم يرد نص بالتبرك بذلك فلا أجيزه ؛ وأرى أن أفضل ما يفعل هو الدعاء والرقية وتلاوة القرآن ، وإن كانوا ولا بد فاعلين فليصنعوا التلبينة فقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال : «التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ» . رواه البخاري (5417) (7/75) ومسلم (2216) (4/1736) . قال الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ) :
التَّلْبِينَةِ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ نُونٌ طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ دَقِيقٍ أَوْ نُخَالَةٍ وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهَا عَسَلٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِشَبَهِهَا بِاللَّبَنِ فِي الْبَيَاضِ وَالرِّقَّةِ وَالنَّافِعُ مِنْهُ مَا كَانَ رَقِيقًا نَضِيجًا لَا غَلِيظًا نِيئًا ، وَقَوْلُهُ مَجَمَّةٌ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالْمِيمِ الثَّقِيلَةِ أَيْ مَكَانُ الِاسْتِرَاحَةِ وَرُوِيَتْ بِضَمِّ الْمِيمِ أَيْ مُرِيحَةٌ وَالْجِمَامُ بِكَسْرِ الْجِيمِ الرَّاحَةُ وَجَمَّ الْفَرَسُ إِذَا ذَهَبَ إِعْيَاؤُهُ . (فتح الباري 9/550) .
قال الإمام بدر الدين العَيْنِي (ت855 هـ) : "وَقد يَجْعَل فِيهَا الْعَسَل وَاللَّبن. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: التلبين والتلبينة حساء يعْمل من دَقِيق، وَهِي تَسْمِيَة بالمرة من التلبين مصدر لبن الْقَوْم إِذا اسقاهم اللَّبن، وَقَالَ: الحساء بِالْفَتْح وَالْمدّ طبيخ يتَّخذ من دَقِيق وَمَاء ودهن، وَقد يحلى وَيكون رَقِيقا يحسى من الحسوة. " (عمدة القاري 21 / 54) . والله أعلم . نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين أجمعين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
تتمة للسؤال 37 : شيخنا
هناك تفصيل فى الأمر :- الحبوب التى
تجمع -لا يصنعون منها طعاما - بل
يحرقونها فى (مفارق طرق ) -وبعدين
يعدى عليها المريض 7 مرات ثم
يطفؤها بعد ذلك ، باليد اليسرى ،
وهناك ايضا شيئ اخر شبيه لهذا ،
ممكن يجيبو ا ورقة عادية ويقصوها
على شكل عروسة ويفضلوا يخرموا
فيها بالابرة وهما بيخرموا
يقولوا ( رقيتك من عين فلان وفلان
وفلان ) ، لا اقول هذا من فراغ
شيخنا بل هى مشهورة مثل هذه
الاشياء ؟
ج التتمة :
كل هذه خرافات ولا أصل لها في الدين ، ولا يجوز فعلها ، والله أعلم .
ج التتمة :
كل هذه خرافات ولا أصل لها في الدين ، ولا يجوز فعلها ، والله أعلم .
تحياتي للجميع، يقولون أن الحياة مليئة بالخداع. لا يمكن مقارنة أي عذاب أو ألم بما قام به نصر يوسف. الخبرة في أيدي المحتالين، والجزء الأكثر إزعاجًا في الأمر هو أن شخصًا ما ينشر دائمًا تلقي قرض منهم، وهذا ليس سوى أكاذيب واستراتيجية لخداع وابتزاز الناس لكسب المال بصعوبة. لقد كنت ضحية عدة مرات بسبب ذلك، بعد قراءة منشور عنهم، انتهى بي الأمر إلى الوثوق بهم دون التحقق، لقد خسرت أكثر من 12500 دولار أثناء سعيي للحصول على قرض، لقد بعت سيارتي وتخلفت عن سداد فواتيرتي ولكني استمر في الوقوع ضحية كانت الحياة قطعة من القمامة مليئة بالفوضى. لقد ترك أطفالي المدرسة، وحرمني البنك الذي أتعامل معه من الائتمان لأن درجة الائتمان الخاصة بي كانت منخفضة بالفعل بعد أن تركت البنك بقلب مكسور، اقترب مني أحد الموظفين في البنك وقالوا إن هناك مؤسسة مالية تسمى مؤسسات الائتمان للقروض التي تقول نعم حتى عندما تقول البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لا. لقد نصحتني بأن أحاول أن أكون صادقًا، فقد كنت متشككًا جدًا في مغادرة البنك دون أن أقول لها كلمة واحدة. لقد مر شهر بعد دخول ابني الأكبر إلى المستشفى وهو ينظر إلى الأعلى والأسفل، لا شيء لدفع فاتورة المستشفى، محطمًا ومرتبكًا، ثم تذكرت ما أخبرني به موظفو البنك وذهبت بسرعة إلى البنك لأتوسل إليها واستفسر عن كيفية القيام بذلك. للاتصال بمؤسسات ائتمان القروض وأعطتني التفاصيل وهي البريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@yahoo.com) whatsapp/ أرسل رسالة نصية لخدمة العملاء من خلال +393512640785. بعد اتباع الإجراءات الواجبة والامتثال لسياستهم في أقل من 96 ساعة، تمت الموافقة على رصيدي وتحويله إليّ. تقدمت لاحقًا بطلب للحصول على قرض منزلي ومشروع تجاري بقيمة 350,000.00 دولارًا أمريكيًا، والذي أحصل عليه وأحصل على منزل في الغردقة، الدهار. مؤسسات الائتمان القروض هي الأفضل. خدمة عملاء واتساب: +393512114999. في الواقع يقولون نعم عندما يقول البنك الذي تتعامل معه والمؤسسات المالية الأخرى لا.
ردحذف