موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم 33 ثلاثيتان للزعلانة والزعلان (للعرسان فقط)

(*) سلسلة اخترت لكم 33 (*)
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاثيتان للزعلانة والزعلان (للعرسان فقط)
الثلاثية الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فإنه لا يوجد بيت يخلو من المشاكل ، والمشاكل في البيوت كالملح في الطعام ، لكن أحيانا يكون الملح زائدا فيكون الطعام مرفوضًا ، وهو ما نسميه في البيوتات بالنكد ، نسأل الله أن يباعد بيننا وبينه كما باعد بين المشرق والمغرب ، أقول كل الأزواج يصدمون ويشعرون بضيق في الصدر عندما تغضب وتزعل منهم نساؤهم بسرعة ، والعكس صحيح ، وغالبا ما تكون الأسباب تافهة أو لا توجد أسباب أصلا ، فكيف نحل هذه المشكلة ونعالج هذا الداء بمنطق الدين والفكر السليم ؟
بدايةً لا بد من أن نشخص الداء ونصف الدواء ، كما قدمت أشهر داء عند النساء هو سرعة الزعل وإغلاق المواضيع قبل انتهاء الحوار ، وربما الزعل يزيد حتى يسبب مضاعفات خطيرة ، فينبغي أن تتخذ المرأة زوجها - إن كان عاقلا حكيما - طبيبا لها ، وهو كذلك بتواضع يتخذها – إن كانت عاقلة حكيمة - طبيبة له ، من باب ((وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) (3) العصر .
أمر آخر كل الناس في جانب والزوج والزوجة في جانب آخر بمعنى أنهما يرتبطان لحياة أبدية إن شاء الله ، وهي أسمى علاقة فلا بد من أن التفاهم والاحترام المتبادلين ، وإلا ستبقى الحياة كلها نكدًا ، مهما اتفق الزوجان في صفات كثيرة فإنه لا بد من اختلاف الطباع في بعض الأشياء ، والصدام شيء طبيعي ومؤشر جيد يمكن استغلاله للنهوض والسعي إلى الحياة الزوجية السعيدة ، حتى وإن زعمت المرأة مثلا أنها تتعامل هكذا مع كل الناس ، فلا شك أنه لا مجال للمقارنة لأن تعامل المرأة مع النساء الصاحبات خارج البيت بخلاف تعاملها مع أخواتها ، وتعاملها مع الرجال خارج البيت بخلاف تعاملها مع إخوتها ، وبالتالي تعاملها مع كل الناس بخلاف تعاملها مع من سيكون زوجها الجميل إن شاء الله ، ومعلوم أن الزوج يرى من المرأة ما لا يراه الآخرون ، يكفي تجسيد القرآن الكريم للعلاقة الحميمة التي تكون بين الزوجين في قوله تعالى : ((هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)) (187 البقرة) ، ((وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ)) (21 النساء) ، وبناءً عليه فإن الزوج يكتشف ما لا يكتشفه الآخرون من كل من سبق ، نأتي إلى بداية حل هذه المشكلة (الزعل السريع لأسباب تافهة) .
النساء أنواع وأشكال وألوان ، حديثي الآن عن المرأة التي تكون من النوع الذي إذا أحب أحدا يتعلق به كثيرا ، لدرجة أنها تتصور أنه كالصورة التي تريدها تماما ، وبالتالي أول ما تحدث مخالفة في الواقع للصورة المرسومة في الذهن ، تحدث عندها صدمة ، وتكون الصدمة على قدر المخالفة، يعني مثلا نقول للزوجة لو كنت تحبين واحدة جدا ، ثم اكتشفت ذات يوم أن لها علاقات محرمة ، سيكون موقفك مختلفا تماما ، إذا اكتشفت أنها تنمص الحواجب مثلا أو إذا اكتشفت أنها تنام عن صلاة الفجر ، أو اكتشفت أنها عصبية ولا تقبل رأي من يخالفها...إلخ
كل مخالفة لها صدمة على قدرها ، ومن هنا ...

عندما تزعلين من الحبيبة الصاحبة الكريمة ، لمخالفة الواقع للصورة الباطنية ، وتكتشف هي هذاتسعى جاهدة بسرعة إلى إعادة الصورة الأولى ، فإن نجحت ستعودين كالأول ، وإن لم تنجح سيترك هذا أثرا في نفسك ، وستقل معاملتك وارتباطك بها عن الأول ، وعلى قدر النجاح يكون الاتصال والارتباط ، ما المطلوب منا لنتجاوز الزعل من الناس ؟
أولا : ينبغي أن تعرف المرأة أن الزوج شخص غريب عنها مهما اتفقا في كثير من الصفات، وبالتالي لازم أن تحاول أن تصبر علي ما يقوله في وجهة نظره .

ثانيا : ممكن تقول وجهة نظرها كاملة مقابل وجهة نظره كاملة ويفتحان مجالا للنقاش ليصلا إلى نتيجة مرضية ومسعدة وممتعة لها وله .
ثالثا : يجب أن يحسن الظن كل منهما بالآخر ، ولا يسيئا الظن بأي كلمة ظاهرها غير لائق على محمل وكان لها في الخير ألف محمل .
تنبيه هام : ينبغي كتابة هذه العناصر الثلاثة والنظر إليها أثناء الحوار بين الزوجين في أي مشكلة ، وبالله التوفيق .

الثلاثية الثانية

أولًا : أن نعلم أننا في الدنيا ولسنا في الجنة ، والدنيا من الدنو أي القرب لقرب انقضائها أو من الدناءة أي الحقارة ، والدنيا ناقصة وكلها نقص (لعب ولهو) ، فينبغي أن لا نعطيها أكبر من حجمها ، فنتعامل مع الناس من منطلق الامتحان الإلهي ، ((وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ)) (20 الفرقان) ، حتى الزوجة والأولاد فتنة ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقَ اللَّهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] ، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ "، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ . صحيح رواه أبو داود وغيره .
ثانيًا : الدنيا فيها أمثلة كثيرة للاختلافات ، حتى في جسم الإنسان كما نقول : أصابعك ليست كبعضها ، لكن الأصبع الصغير مع الكبير مع المتوسط يؤدون وظائف هامة في الحياة من ضرب أو مسح أو غسل أو إمساك بالأشياء ، فسبحان الله أحسن الخالقين ، المهم أن يكون الاختلاف متنوعا ليؤدي هدفا ساميا ، لا اختلاف تضاد ، هذا في اتجاه وهذا في اتجاه آخر ؛ فالمرأة تمثل الحنان والضعف واللين والرقة ، والرجل يمثل الشدة والقوة واللين أيضا ، هناك اتفاق وافتراق وائتلاف واختلاف .
ثالثًا وأخيرا وليس آخرًا : أن يتعامل الزوجان بسياسة التجاوز والتغافل وعدم التدقيق في كل شيء والعتاب على لا شيء ((عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ)) (3 التحريم) ، مع النظر إلى آداب القرآن والسنة ، والسمو في الأهداف ، والتغاضي عن الأخطاء لأننا بشر .
وكما في حديث أم زرع المشهور عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا ، ... قالت الخامسة ( زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ) ، وقَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ التَفَّ، وَلاَ يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ ،وقَالَتِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلاَ أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، رواه البخاري (5189) (7/27) ، ومسلم (2448) (4/1896) .
فيا معشر الرجال كونوا كما قالت الخامسة والحادية عشرة ، ولا تكونوا كما قالت السادسة فتكسروا القوارير ،
نسأل الله أن يصلح بيوت المسلمين وينورها بأنوار القرآن الكريم وسنة الرسول العظيم ،
وصل اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
غريب الحديث
(فهد) كالفهد وهو حيوان شديد الوثوب تعني أنه كثير النوم فلا ينتبه إلى ما يلزمها إصلاحه من معايب البيت وقيل تعني أنه يثب عليها وثوب الفهد أي يبادر إلى جماعها من شدة حبه لها فهو لا يصبر عنها إذا رآها . (أسد) تعني أنه إذا صار بين الناس كان كالأسد في الشجاعة .(عهد) لا يتفقد ماله وغيره لكرمه وقيل المراد أن يعاملها معاملة وحشية وهو بين الناس أشد قسوة ولا يسأل عن حالها ولا يكترث بها .
(لف) أكثر من الأكل مع التخليط في صنوف الطعام بحيث لا يبقي شيئا .(اشتف) استقصى ما في الإناء .(التف) بثوبه وتنحى عنها فلا يعاشرها .(لا يولج الكف) يولج يدخل أي لا يمد يده إليها ليعلم حزنها وسوء حالها .(البث) الحزن الشديد .
(أناس من حلي أذني) حركهما بما ملأهما من ذهب ولؤلؤ . (ملأ من شحم عضدي) سمنني وملأ بدني شحما بكثرة إكرامه وسمن العضدين دليل سمن البدن .(بجحني) عظمني وفرحني (فبجحت إلى نفسي) عظمت عندي .(أهل غنيمة) أصحاب أغنام قليلة وليسوا أصحاب إبل ولا خيل .(بشق) مشقة وضيق عيش .(صهيل) صوت الخيل .(أطيط) صوت الإبل أي أصحاب خيل وإبل ووجودهما دليل السعة والشرف .(دائس) يدوس الزرع ليخرج منه الحب وهي البقرة .(منق) يزيل ما يخلط به من قشر ونحوه وتعني أنه ذو زرع إلى جانب ما ذكرت من نعم .(أقبح) لا يرد قولي ولا يقبحه بل يقبله ويستظرفه .(أرقد فأتصبح) أنام حتى الصبيحة وهي أول النهار وتعني أنها ذات خدم يكفونها المؤونة والعمل .(فأتقنح) أي لا أتقلل من مشروبي ولا يقطعه علي شيء حتى أرتوي وفي رواية (فأتقمح) أي أشرب حتى أرتوي وأصبح لا أرغب في الشراب .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©