موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم - 4 الصلاة الطهارة

(*) بسم الله الرحمن الرحيم (*)
(*) سلسلة اخترت لكم - 4 (*)

الصلاة
الطهارة

كمال الأدب الصلاة، وتمام الخدمة والتعظيم لله، عند توجه العبد إلى مولاه. شرعت وسيلة، وسنة جميلة، وصالحة وفضيلة، حكم حكمته لا تتم، حتى ينتظم النفس والجسم، فإذا جمعت نقاء الباطن والظاهر فأنت الذي صلى له وهو طاهر. ولو قصرت الطهارة على وجوه تغسل، وأرساغ تبلل، وثياب تنظف وتجمل، لكان الميت أطهر من الحي؛ فيا أصحاب الوضوء غسلتم الجوارح، فهل غسلتم الجوانح؟ ورحضتم الأطراف، فهل رحضتم الأجواف؟ طهرتم الراح من الأنجاس، فهل طهرتموها من أشياء الناس؟ ونظفتم من الطرق الأقدام، فهل نظفتموها من سبل الحرام، ومسالك الإجرام؟ وتلك الوجوه الممسوحة بالماء، هل ترقرق فيها الحياء؟ وهل نقيت من وضر الرياء؟

الصلاة
لو لم تكن رأس العبادات، لعدت من صالحة العادات؛ رياضة أبدان، وطهارة أردان، وتهذيب وجدان، وشتى فضائل يشب عليها الجواري والولدان.
أصحابها هم الصابرون، والمثابرون، وعلى الواجب هم القادرون، عودتهم البكور، وهو مفتاح باب الرزق، وخير ما يعالج به العبد مناجاة الرازق، وأفضل ما يرود به المخلوق التوجه إلى الخالق؛ ولهم إليها بعد البكور رواح؛ فإذا هي تصرفهم عن دواعي الليل ومغرياته، وتعصمهم فيه من عوادي الفراغ ومغوياته، والليل خلوات وشهوات، وبيت الغوايات.
وتجزئة الوقت مع الصلاة ملحوضة، وقيمته عند الذين يقيمونها محفوظة، عودتهم أن يذكروه، ويقدروه، وأن يسوسوه في أعمالهم ويدبروه، والوقت ميزان المصالح، وملاك الأمور، ودولاب الأعمال.
انظر جلال الجمع، وتأمل أثرها في المجتمع، وكيف ساوت العلية بالزمع؛ مست الأرض الجباه، فالناس أكفاء وأشباه، الرعية والولاة، شرع في عتبة الله؛ خر الجمع للمناخر، فالنصف الأول كالآخر، لم يرفع المتصدر تصدره، ولم يضع المتأخر تأخره.
أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله - أسواق الذهب (81 : 83).

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©