بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فقد من الله علينا بنعم لا تعد ولا
تحصى ، ((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)) ، وأعظمها نعمة
القرآن ، ويقول الله سبحانه :- ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ
أَمْرِنَا)) ، أقولها بكل يقين ، إن الإنسان بغير قرآن أحط من الحيوان ، والقرآن
للإنسان كالروح للجثمان .
أثناء رحلتي مع القرآن الكريم التي بدأت منذ نعومة
أظفاري مع والدي رحمه الله - ولم ولن تنتهي بإذن الله – رأيت الكثير من الثمرات
اليانعة والدرر اللامعة ، التي فتح بها الكريم سبحانه ، فرأيت العلم يضيع بين
نسيان أصحابه وإهمال طلابه ، فكان لا بد من تدوين بعض الدرر الثمينة التي – غالبا –
لا يحملها كتاب ، أسأل الله أن يحلي بها أهل القرآن ، ويتقبل منا هذا العمل ، ويجعله خالصًا
لوجهه الكريم ، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
لماذا أنزل الله - تعالى - القرآن الكريم ؟
ما أنزل الله تعالى القرآن لنقرأه أو
نحفظه فحسب ، وإن كان للتلاوة والحفظ فضل عظيم لا أقلل منه ، لكن ليست هذه علة
إنزال كتاب رب الأرباب ، الأمر أسمى من الغنن والمدود وأعلى من الحفظ والترديد ،
فالقرآن الكريم كلام عظيم لإصلاح الدنيا والدين ، وأنى لهما أن يصلحا بترديد
السطور أو حفظ الصدور ، وإنما هناك علة وضحها منزل الكتاب عز وجل فقال ، وهو أصدق
القائلين :- ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (ص : 29) .
ليست هناك تعليقات: