موضوع عشوائي

آخر المواضيع

تقاييد على كتاب الله المجيد ((وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا))

بسم الله الرحمن الرحيم . تقاييد على كتاب الله المجيد ((وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا))
تفكرت منذ قليل في أمر خطير : لماذا يمهل الله الظالمين ، ويعطيهم مساحة أكبر للفسق والجور والطغيان والفجور ، مع فرحهم وسعادتهم ، بيد أنه - سبحانه - يضيق على المظلومين ، ويبتليهم بالمصائب ، مع ما يصاحبها من حزن ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ؟؟؟!!! فجاءني الجواب مباشرة ؛  ((لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)) (المدثر 31) .

 والتفصيل أن الله يبتلي المؤمنين بالمصائب ليطهرهم من الذنوب والمعايب ، ويزدادوا إيمانًا بأن للكون خالقًا ، من باب ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)) (إبراهيم 42) ، ويبتلي الكافرين والمجرمين بالطغيان ، ويزيد لهم في الرزق والأمن حتى يزدادوا إثمًا ؛ فيكونوا سببا في طغيان إخوانهم المجرمين في كل مكان ؛ يقولون فلان ظلم وقتل وسفك الدماء ولم يصب بمصيبة ، بل عاش هانئًا قرير العين حتى مات ! وهم غافلون عن الحق الذي لا ريب فيه : ((إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)) (آل عمران 178) من باب ((لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ))  (آل عمران 196 ، 197) ، وضع خطًا تحت ((ثم)) ؛ فهي تفيد الترتيب مع التراخي ، والتراخي لا يقاس بمدة معينة ، ربما سنة ، سنوات ، عشرات السنين ، وهكذا فهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاغات القرآن فقالها بكل وضوح : «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] . رواه الشيخان .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك ، والمظلوم منتبهٌ ... يدعو عليك ، وعين الله لم تَنَمِ
 يا نائم الليل مسرورًا بأوله ... إن الحوادث قد تأتين أسحارًا

فليس من صالح المجرم أن يبتليه الله بمصيبة فلعله يستفيق بسببها فيتوب ولا يؤاخذ بالذنوب ، وليس من صالح المؤمن أن يبقيه الله بغير ابتلاء ؛ حتى يهذبه وينقيه ويدعه يمشي على الأرض ليست عليه خطيئة ؛ فتأملوا وتدبروا حِكَمَ الله .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©