موضوع عشوائي

آخر المواضيع

تقاييد على كتاب الله المجيد (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فيقول الله - تبارك وتعالى - : ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) (الأحزاب 4) المقصود هو المعنى المجازي ؛ أن الإنسان لا يمكنه التركيز في أكثر من شيء في وقت واحد ، وإلى عهد قريب كان الناس يفهمون الآية على العموم ، وأنه لا إشكال في استخدام لفظ "رجل" لأن النساء شقائق الرجال ، لكن الشيء الذي كشفه العلم الحديث اليوم ينص على النقاط التالية :
1-عقل المرأة أخف وزنًا من عقل الرجل بنسبة 11 : 12 % (1) .
2-المرأة تستخدم النصف الأيمن من المخ (المسؤول عن العاطفة والخيال والإبداع والذوق) أكثر من النصف الأيسر (المسؤول عن التحليل والترتيب والواقعية والمنطق) .
3-يحتوي مخ المرأة على تفريعات وتشابكات مع الخلايا العصبية أكبر وأقوى من الرجل .
4-من حيث التفكير : يحتوي مخ الرجل على ما يشبه الصناديق المغلقة المرتبة ، الزوجة لها صندوق ، الأولاد لهم صندوق ، البيت له صندوق ، الأكل له صندوق ، كل شيء له صندوق ، والعجيب أنه يملك صندوق اللا شيء (2) ، ولا يستطيع أن يفتح صندوقين في آن واحد ، يفتح صندوقًا واحدًا فقط ، وينشغل به عن سائر الصناديق المغلقة ، فطريقة تفكير الرجل متتابعة ، ينهي شيئا ثم يشرع في شيء آخر ، وهكذا ، كلنا معشر المتزوجين ، نلاحظ هذا ، المرأة تقول لزوجها اشتر الحلوى ومسحوق الملابس وهات الخبز ولا تنس الفاكهة و و و...إلخ فيصرخ الرجل ، ويقول ما هذا كله ؟! طيب والله ما أنا ذاهب ، حتى قال بعضهم بإصابة بعض الرجال بمرض الهِتْهَات بسبب كثرة قول زوجِهِ له "هات ، هات ، هات" ، وإن كان الرجل رقيق القلب قال لزوجِه (3) : اكتبي ما تريدين في ورقة ، فالرجل لا يفعل شيئًا حتى ينهي الآخر بترتيب وتتابع .
وأما المرأة فيحتوي مخها على ما يشبه شبكة الأسلاك المتداخلة ، يتصل آخرها بأولها ، كل الملفات مفتوحة وحاضرة في نفس الوقت ، الزوج  والأولاد والبيت والسيارة والأكل  ... ، فيمكنها أن تفكر في أكثر من شيء في وقت واحد ، بل وتفعل أكثر من شيء معًا في ذات الوقت ، فطريقة تفكير المرأة حلزونية ، تغسل الملابس وتطبخ الأكل وتكلم صديقتها وتشاهد التلفزة وتلاعب الطفل في وقت واحد ، لكن ليس معنى هذا أنها تتقن كل هذه الأعمال ، سيطغى شيء على حساب شيء آخر ، ولهذا الأرفق والأفضل بها أن تركز في شيء واحد لتتقنه ثم تنتقل للآخر .
5- الرجل يحتاج إلى فترة انتقال من مهمة إلى أخرى والمرأة لا تحتاج : فمثلا الرجل عند العودة من العمل إلى المنزل يحتاج إلى مدة زمنية معينة ليتأقلم مع طاقة المنزل و يمكنه أداء مهام جديدة في المنزل.
6-المرأة تربط معظم أفكارها بالعواطف ؛ ولهذا سرعة تذكرها للمعلومات أشد من الرجل الذي لا يهتم بالعواطف إلا نادرا .
7-المرأة تفكر في التفاصيل بخلاف الرجل ينظر للصورة العامة ، فمثلا عند سماع خبر ميلاد طفل جديد في العائلة فبالنسبة للرجل يسجل فقط معلومة عامة هي وجود مولود جديد في العائلة الكبيرة، أما المرأة فتهتم إن كان ذكر أو أنثى، و ما هو اسمه، و في وجهه يشبه من، و غيرها من التفاصيل (4).
8- إذا غضبت المرأة أو حزنت فإنها تتكلم في كل التفاصيل ليس للشكوى أو طلبًا للحل وإنما تريد من يسمعها فقط ، وأما الرجل فإذا غضب أو حزن فإنه يفتح الصندوق اللا شيء ويسكت تماما ولا يحب أن يكلم أحدًا .
9-المرأة تتكلم أكثر من الرجل ، تتكلم المرأة يوميًا 14 ألف كلمة تقريبًا ، بينما الرجل مسكين لا يتكلم إلا 8 آلاف كلمة ، وهذا سبب في ضعف ذاكرتها في الأمور التحليلية والمنطقية ؛ لأن كثرة الكلام تُنسِي بعضَه بعضًا ، وهو من أسرار قول الله - تعالى - في آية الدَّيْنِ : ((وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى)) (البقرة 282) .
كل ما تعرضت له باختصار هو الجانب مجازي ، وخلاصته أن تركيز الرجل في أكثر من شيء في آن واحد من أصعب ما يكون بخلاف المرأة التي يسهل عليها ذلك . 

 وأما إذا أردنا أن نفهم النص القرآني ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) (الأحزاب 4) على ظاهره بالمعنى الحقيقي كما كان يردد العرب "لي قلبان ، قلب يأمرني وآخر ينهاني" (5) فهو صحيح بالنسبة للرجال فقط ، وأما النساء فلا ؛ لأن المرأة قد تحمل في جوفها قلبين أو ثلاثة أو تسعة وربما أربعة عشر قلبًا (6) ، ويتوقف عدد القلوب في جوفها على عدد الأجنة في بطنها ، فلو أمعنت النظر في الآية بعد هذه الشذرات المختصرات لعرفت شيئًا من حكمة الباري في قوله ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) فسبحان من هذا كلامه ، والله أعلم بمراده ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اكتشف بعض العلماء قريبًا أن العقل في القلب ، ثم اكتشفوا أن القلب به خلايا لتخزين المعلومات ، وقد جمعت بين القرآن والعلم الحديث بثلاثة أوجه ، أحدها : أن العقل عملية مشتركة بين القلب (الرئيس) والمخ (الوزير) ، إن شئت المزيد فراجع دورة التنمية القرآنية (المجلس الأول) :
 http://zdnyilma.blogspot.com/2015/10/1-3.html
(2) لا شيء بداخله ، أجرت جامعة بنسلفانيا دراسة على هذا الموضوع ، ووجدوا أن الرجل قادر على التفكير في لا شيء لمدة طويلة مع بقائه على قيد الحياة ، يسكت تماما أو يشاهد التلفزة بكثرة ويظل يقلب القنوات بدون هدف ، لا يدري ماذا يريد ؟! وتسأله المرأة تفكر في ماذا ؟! يقول لها "لا شيء" ، تقول له : "لا ، مستحيل تجلس دون تفكير" ؛ لأن المرأة تعتقد أن الرجل مثلها تمامًا .
(3) يجوز لغة أن تقول "زوج" و"زوجة" لكن الأفصح "زوج" ، وتطلق على المذكر والمؤنث ، هذا زوج فلانة ، وهذه زوج فلان ، وبهذه اللغة نزل القرآن الكريم ، قال الله - تعالى - : ((النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)) (الأحزاب 6) ، 
 قال الفراء: أهل الحجاز يقولون لامرأة الرجل: زوج، ويجمعونها: الأزواج، وتميم وكثير من قيس وأهل نجد يقولون: زوجة، ويجمعونها: زوجات. قال الفرزدق :
فان الذي يسعى يحرّش زوجتي ... كماشٍ إِلى أسد الشرى يستبيلها (أي يأخذ بولها في يده)
وقال أبو الجراح:
يا صاحِ بلغ ذوي الزوجات كلهم ... أن ليس وصلٌ اذا انحلت عُرَى الذَنَبِ (أي الذيل) ، وذكر شيخنا العلامة د/سعيد صالح زعيمة - حفظه الله - أن أحد كبار الأدباء فقد جائزة قيمة ؛ لقوله "زوجة" ومال إلى الفصيح دون الأفصح .

(4) للمزيد تابع الرابط :
file:///C:/Users/bouti/Desktop/%D8%A3%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1%20%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9%20%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D9%87%20%D9%88%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%87%20%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84.htm 
(5) "وفي سبب نزولها قولان:أحدهما: أن المنافقين كانوا يقولون: لمحمد قلبان، قلب معنا، وقلبٌ مع أصحابه، فأكذبهم اللهُ تعالى، ونزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.والثاني: أنها نزلت في جميل بن مَعْمَر الفهري- كذا نسبه جماعة من المفسرين. وقال الفراء: جميل بن أسد، ويكنى: أبا مَعْمَر. وقال مقاتل: أبو مَعْمَر بن أنس الفهري- وكان لبيباً حافظاً لِمَا سمع، فقالت قريش: ما حفظ هذه الأشياء إِلا وله قلبان في جوفه، وكان يقول: إِن لي قلبين أعقِل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، فلمَّا كان يوم بدر وهُزم المشركون وفيهم يومئذ جميل بن معمر، تلقَّاه أبو سفيان وهو معلِّق إِحدى نعليه بيده، والأخرى في رجله، فقال له: ما حال الناس؟
قال: انهزموا، قال: فما بالك إِحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك؟ قال: ما شعرتُ إِلاَّ أنهما في رِجليّ، فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لَمَا نسي نعله في يده وهذا قول جماعة من المفسرين. وقد قال الزهري في هذا قولاً عجيباً، قال: بلغنا أنّ ذلك في زيد بن حارثة ضُرب له مثَل يقول: ليس ابنُ رجل آخر ابنَك.
قال الأخفش: «مِنْ» زائدة في قوله تعالى: «من قلبين» . قال الزّجّاج: أكذب الله عزّ وجلّ هذا الرجل الذي قال: لي قلبان" . زاد المسير لابن الجوزي (3/ 447) . والأثران ضعيفان كما ذكر محققه أ/عبد الرزاق المهدي - حفظه الله - .

(6) حطمت عراقية الرقم القياسي بحملها ثلاثة عشر توأمًا :
http://www.mbc.net/ar/programs/sabah-al-khair/articles/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9%D8%A9-%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84---%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-13-%D8%AA%D9%88%D8%A3%D9%85.html 

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©