موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية 69 - "فتبينوا" ، "فتثبتوا" أي القراءتين أرجح ؟ وما توجيههما ؟ وأيهما يكون أولا التبين أم التثبت ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم

س 69 : من أخ كريم من قطر : يقول :  قول الله - تعالى - "فتبينوا" ، "فتثبتوا" أي القراءتين أرجح ؟ وما توجيههما ؟ وأيهما يكون أولا التبين أم التثبت ؟

ج 69 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد ...
فالذي يظهر لي أن القراءتين متواترتان ، "فتبينوا" قراءة الجمهور ، و"فتثبتوا" قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر ، ولا ترجيح لقراءة متواترة على أخرى ، ويحضرني في هذا المقام ما قاله إمامنا الكسائي - رحمه الله - "لو كان الدين بالرأي لاخترت "والذي تولى كبره" بضم الكاف ؛ أراد بذلك العظم بضم العين ؛ لأن الضم أثقل الحركات فهو الأنسب مع ثقل الجرم وعظم الفرية. 
ولقد رد علماؤنا ما فعله بعض أهل العلم من ترجيح قراءة على أخرى ، وقالوا لا مسوغ لذلك ؛ إذ كل من عند الله ، ولا ترجيح في القراءات ؛ لأن الخلاف فيها خلاف تنوع وتتميم لا خلاف تضاد وتقييم ، كما تأولوا ما ترجيحات الإمام ابن جرير الطبري - ت 310 هجرية - وتضعيفه بعض القراءات بأنه معذور لأن معرفة الصحيح والضعيف والمشهور والمتواتر من القراءات لم يكن قد استقرت عليه كلمة العلماء بعد ، وأما توجيه القراءتين فقد تعرضت له - بتوفيق الله - من قبل في إجابة السؤال رقم 21 (1) :

فَتَبَيَّنُوا" "فَتَثَبَّتُوا" أنها وردت في القرآن الكريم ثلاث مرات في موضعين (النساء 94) ، (الحجرات 6) قرأها حمزة والكسائي وخلف العاشر "فَتَثَبَّتُوا" من التَّثَبُّت ، وأصله من الثبات وعدم الاضطراب ، ويعني التأكد وترك الاستعجال ، وقرأها الباقون كحفص "فَتَبَيَّنُوا" من التَّبَيُّن ، وأصله من البيان والوضوح ، ويعني التأكد من الأمر قبل الإِقدام عليه .

وأما أيهما يكون أولا التثبت أم التبين أم يكونان معا في وقت واحد ، فالاحتمالات الثلاثة واردة عقلا ونقلا ، وإن كنت أرجح أن يقع التثبت أولا قبل التبين ؛ كما لو رأيت ساعةَ حائط تهتز في مكانها وتضطرب يمينا ويسارا ، فإنه لا يمكنك معرفة التوقيت بالضبط على تلك الحال مع الاضطراب والاستعجال ، وإنما تنتظر حتى تثبتَ الساعة أولا ثم تستوضح ما فيها من التوقيت بعد الثبات . والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد تابع الرابط التالي :
http://zdnyilma.blogspot.com/2014/08/21-30.html


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©