موضوع عشوائي

آخر المواضيع

رسالة مفتوحة إلى المستشار طارق البشري حفظه الله



رسالة مفتوحة إلى المستشار طارق البشري حفظه الله
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
سيادة المستشار طارق البشري . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قرأنا كثيرا من كتاباتكم النافعة في الشريعة الإسلامية ، ونحن نعلم مكانتكم العلمية والقانونية ، ولا يخفى عليكم أن مصر دولة إسلامية ، والغالبية العظمى منها مسلمون ، وقد علمنا دعوتكم لتطبيق الشريعة الإسلامية كاملة ، وقد جاءت الفرصة للمطالبة بهذا الأمر العظيم .
قال الله تعالى : فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا  ، وقال سبحانه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً .
وقد استبدل القانون الوضعي بالشريعة الإسلامية في كثير من القوانين ، وما جنينا من هذه القوانين الوضعية إلا مزيدا من المصائب ، ككثرة الزنا وشرب الخمر بل واستحلاله ، وزادت السرقات والاختلاسات والأمراض ، والواقع خير شاهد . وما أصابتنا هذه الفتن إلا بمخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى :- فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ،  وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ". صحيح رواه ابن ماجة وغيره .
وأنتم تعلمون الصراعات التي تحتوش البلاد من أهل الأهواء وغيرهم ، وقد حذر الله تعالى نبيا كريما من أنبيائه من اتباع الأهواء ؛ فقال سبحانه : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ . وقال سبحانه :
 وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا .
والشريعة الإسلامية شاملة وصالحة لكل زمان ومكان ، فليست ناقصة لنطلب استكمالها من شرائع أخرى من وضع البشر ، قال الله تعالى :  وَلَا تُشْرِكْ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا _قراءة متواترة : ابن عامر الشامي ، وقال سبحانه : وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ .
فنسألكم المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية ، سواء كان ذلك بتعديل المادة الثانية من الدستور ؛ لتكون : الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع ، أو تعديل القوانين الوضعية المخالفة للثوابت في الشريعة الإسلامية ، كما ذكرتم في كتابكم ((الوضع القانوني المعاصر بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي)) ، ولا شك أن تطبيق الشريعة - بإذن الله تعالى - سيكون له مردود طيب على البلاد والعباد ، كما قال الله سبحانه : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الْأَرْضِ ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره .
نسأل الله أن يزيدكم توفيقا ، وأن يجعلكم سببا لهذا الفتح المبين ، وأن يصلح العباد والبلاد ، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .                             مسلم ناصح أمين

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©