موضوع عشوائي

آخر المواضيع

رسالتي إلى حَوَّاء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2


بعض الفروق بين الرجل والمرأة


أكد العلم الحديث الفروق التالية بين الرجل والمرأة :
1-عقل المرأة أخف وزنًا من عقل الرجل بنسبة 11 : 12 %  .
2-المرأة تستخدم النصف الأيمن من المخ (المسؤول عن العاطفة والخيال والإبداع والذوق) أكثر من النصف الأيسر (المسؤول عن التحليل والترتيب والواقعية والمنطق) .
3-يحتوي مخ المرأة على تفريعات وتشابكات مع الخلايا العصبية أكبر وأقوى من الرجل .
4-من حيث التفكير : يحتوي مخ الرجل على ما يشبه الصناديق المغلقة المرتبة ، الزوجة لها صندوق ، الأولاد لهم صندوق ، البيت له صندوق ، الأكل له صندوق ، كل شيء له صندوق ، والعجيب أنه يملك صندوق اللا شيء ، ولا يستطيع أن يفتح صندوقين في آن واحد ، يفتح صندوقًا واحدًا فقط ، وينشغل به عن سائر الصناديق المغلقة ، فطريقة تفكير الرجل متتابعة ، ينهي شيئا ثم يشرع في شيء آخر ، وهكذا ، كلنا معشر المتزوجين ، نلاحظ هذا ، المرأة تقول لزوجها اشتر الحلوى ومسحوق الملابس وهات الخبز ولا تنس الفاكهة و و و...إلخ فيصرخ الرجل ، ويقول ما هذا كله ؟! طيب والله ما أنا ذاهب ، حتى قال بعضهم بإصابة بعض الرجال بمرض الهِتْهَات بسبب كثرة قول زوجِهِ له "هات ، هات ، هات" ، وإن كان الرجل رقيق القلب قال لزوجِه  : اكتبي ما تريدين في ورقة ، فالرجل لا يفعل شيئًا حتى ينهي الآخر بترتيب وتتابع .
وأما المرأة فيحتوي مخها على ما يشبه شبكة الأسلاك المتداخلة ، يتصل آخرها بأولها ، كل الملفات مفتوحة وحاضرة في نفس الوقت ، الزوج  والأولاد والبيت والسيارة والأكل  ... ، فيمكنها أن تفكر في أكثر من شيء في وقت واحد ، بل وتفعل أكثر من شيء معًا في ذات الوقت ، فطريقة تفكير المرأة حلزونية ، تغسل الملابس وتطبخ الأكل وتكلم صديقتها وتشاهد التلفزة وتلاعب الطفل في وقت واحد ، لكن ليس معنى هذا أنها تتقن كل هذه الأعمال ، سيطغى شيء على حساب شيء آخر ، ولهذا الأرفق والأفضل بها أن تركز في شيء واحد لتتقنه ثم تنتقل للآخر .
5- الرجل يحتاج إلى فترة انتقال من مهمة إلى أخرى والمرأة لا تحتاج : فمثلا الرجل عند العودة من العمل إلى المنزل يحتاج إلى مدة زمنية معينة ليتأقلم مع طاقة المنزل و يمكنه أداء مهام جديدة في المنزل.
6-المرأة تربط معظم أفكارها بالعواطف ؛ ولهذا سرعة تذكرها للمعلومات أشد من الرجل الذي لا يهتم بالعواطف إلا نادرا .
7-المرأة تفكر في التفاصيل بخلاف الرجل ينظر للصورة العامة ، فمثلا عند سماع خبر ميلاد طفل جديد في العائلة فبالنسبة للرجل يسجل فقط معلومة عامة هي وجود مولود جديد في العائلة الكبيرة، أما المرأة فتهتم إن كان ذكر أو أنثى، و ما هو اسمه، و في وجهه يشبه من، و غيرها من التفاصيل .
8- إذا غضبت المرأة أو حزنت فإنها تتكلم في كل التفاصيل ليس للشكوى أو طلبًا للحل وإنما تريد من يسمعها فقط ، وأما الرجل فإذا غضب أو حزن فإنه يفتح الصندوق اللا شيء ويسكت تماما ولا يحب أن يكلم أحدًا .
9-المرأة تتكلم أكثر من الرجل ، تتكلم المرأة يوميًا 14 ألف كلمة تقريبًا ، بينما الرجل مسكين لا يتكلم إلا 8 آلاف كلمة ، وهذا سبب في ضعف ذاكرتها في الأمور التحليلية والمنطقية ؛ لأن كثرة الكلام تُنسِي بعضَه بعضًا ، وهو من أسرار قول الله - تعالى - في آية الدَّيْنِ : ((وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى)) (البقرة 282) .
كل ما تعرضت له باختصار هو الجانب مجازي ، وخلاصته أن تركيز الرجل في أكثر من شيء في آن واحد من أصعب ما يكون بخلاف المرأة التي يسهل عليها ذلك .
وإذا أردنا أن نفهم النص القرآني ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) (الأحزاب 4) على ظاهره بالمعنى الحقيقي كما كان يردد العرب "لي قلبان ، قلب يأمرني وآخر ينهاني" فهو صحيح بالنسبة للرجال فقط ، وأما النساء فلا ؛ لأن المرأة قد تحمل في جوفها قلبين أو ثلاثة أو تسعة وربما أربعة عشر قلبًا (امرأة عراقية سنة  2013 م) ، ويتوقف عدد القلوب في جوفها على عدد الأجنة في بطنها ، فلو أمعنت النظر في الآية بعد هذه الشذرات المختصرات لعرفت شيئًا من حكمة الباري في قوله ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) فسبحان من هذا كلامه . والله أعلم بمراده . تقاييد على كتاب الله المجيد ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) للشيخ إسماعيل الشرقاوي .
ما معنى "المرأة ناقصة في العقل والدين" في الشريعة ؟
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» ، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا» . متفق عليه .
سر السعادة الزوجية

سعادة الزوجين تتلخص في القانون الإلهي : ((وليس الذكرُ كالأُنثى)) (آل عمران 36) فاختلاف البنية العقلية والجسدية والعاطفية لدى كل منهما تقتضي أن يفهم كلٌّ منهما ميول الآخر ورغبات الآخر وأفكار الآخر واستقلال الآخر في قراراته ، وأن لا يصادر له حقًّا ؛ لعدم انسجامه معه ، هذا أيتها السيدات والسادة سر العَيْشِ بسعادة . ودمتم سالمين  .
رفقًا بالمرأة
يقول أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ – رضي الله عنه - كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ ، لاَ تَكْسِرِ القَوَارِيرَ» قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ . متفق عليه .
الأم مدرسة
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبًا طيب الأعراق (حافظ إبراهيم)
جعل الإسلام حقَّ الأمّ في البرّ أكثر من حقّ الأب ، وقد بيَّنَ الرسـول صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال له رجل: يا رسول الله ، مَنْ أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال:  أُمُّك . قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال : ثُمَّ أُمُّك . قال: ثُمَّ مَنْ؟ قال:  ثُمَّ أُمُّك . قال: ثم مَنْ؟ قال : "أبوك" . رواه مسلم .
شهد ابن عمر – رضي الله عنهما – رجلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، حَمَلَ أُمَّهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، يَقُولُ:
إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ ... إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرِ. [بحر الرجز]
ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا ، وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ . صحيح ، رواه البخاري في الأدب والبزار وغيرهما .
ونظرًا لما تتحمله المرأة من مشاق في رعاية الأبناء والزوج والبيت ... إلخ خفف الإسلام عنها التكاليف ، وسهل عليها دخول الجنة ، قال النبي – عليه الصلاة والسلام – : " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ " . حسن ، رواه أحمد والبزار وغيرهما .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ امْرَأَةً ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ وَمَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا (وفي رواية وهي حامل) فَأَعْطَاهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ أَحَدَ الصَّبِيَّيْنِ بَكَى قَالَ : فَشَقَّتْهَا فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدٍ نِصْفًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَامِلَاتٌ وَالِدَاتٌ (وفي رواية الطبراني مُرْضِعَاتٌ) رَحِيمَاتٌ بِأَوْلَادِهِنَّ ، لَوْلَا مَا يَصْنَعْنَ بِأَزْوَاجِهِنَّ لَدَخَلَتْ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ " . ضعيف ومعناه صحيح ، رواه أحمد والطيالسي وغيرهما .
عمل المرأة وحقها في الميراث
أعطى الإسلام المرأة الحق في العمل ، ما دام العمل مشروعًا ، ولا يضر بالواجبات الشرعية كالعبادة ورعاية الزوج أو الأبناء ، والواقع المؤلم يقول إن كثيرا من النساء زاحمن الرجال ، وعملن في ما لا طاقة لهن به من أعمال الرجال ، فلتعد المرأة التفكير في ميزان عملها بالتوازي مع موازين واجباتها الأخرى (روحيًّا ، صحيًّا ، اجتماعيًّا ، ماديًّا ، أسريًّا .....) ؛ حتى لا تخل بجانب على حساب جانب ((أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)) (الرحمن 8 ، 9) .
وأما في الميراث فقد أوفى الإسلام المرأة حقها فيه ، ولها في الميراث أربع حالات ، الأولى : أن تأخذ المرأة نصف الرجل (وذلك في أربع صور فقط) .  والثانية : أن تأخذ المرأة مثل الرجل.  والثالثة : أن تأخذ المرأة أكثر من الرجل. والرابعة : أن ترث المرأة ولا يرث الرجل. وهذه الحالات الثلاثة لها ثلاثون صورة .
صور من تكريم المرأة في الإسلام
وإذا نظرت في القرآن الكريم فستجد سورًا كاملا معتنية بالنساء جملةً وتفصيلا ، سورة مريم ، سورة النساء الكبرى ، وسورة النساء الصغرى (الطلاق) ، وما جاء في آخر سورة التحريم من مثال امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ، ولم يذكر مثالا للرجال ، بل جعل الله البنت بشارة حين وبخ من يئدون البنات ، قال – سبحانه - : ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)) (النحل 58) .
وحتى بعد موت المرأة ، حقها محفوظ ومصان ، فيجب أن تستر سترًا تامًا أثناء الغسل ، ولا يغسلها إلا من يحل له أن يمسها .
لقد ضربت الصحابيات الجليلات وأمهات المؤمنين أعظم الأمثلة في الحياء والتستر :
تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها - : "كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِي الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي فَأَضَعُ ثَوْبِي، وَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللهِ مَا دَخَلْتُهُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي، حَيَاءً مِنْ عُمَرَ" . صحيح ، رواه أحمد والحاكم وغيرهما .
يا درةً حفظت بالأمسِ غاليةً *** واليوم يبغونها للهـوِ واللعبِ
يا حرةً قد أرادوا جعلها أمةً *** غريبةَ العقلِ لكنَّ اسمها عربي
هل يستوي من رسول الله قائده *** دوماً وآخر هاديه أبو لهبِ ؟!
وأين من كانت الزهراءُ أسوتها *** ممن تقفت خطى حمالةَ الحطبِ ؟!
(الشيخ محمد حسان)
وفي حجة الوداع ، وقبل موت النبي – عليه الصلاة والسلام – بثلاثة أشهر ، قال في خطبته الجامعة المانعة : "أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ..." . حسن ، رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما .
المرأة وطلب العلم
قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : " طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ" . صحيح ، رواه البزار والطبراني وغيرهما .
لفصاحة النبي واختصاره لم يقل "ومسلمة" لأنه معلوم أن النساء شقائق الرجال ، فقد كفل الإسلام للمرأة حق طلب العلم ، بل وألزم الرجال به فقال الله – تعالى - :
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) (التحريم 6) ، والوقاية تكون بالعلم النافع ، فيجب على الرجال أن يعلموا نساءهم ما ينفعهم ، ويحجبهم عن النار  .
 وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاَةَ الصُّبْحِ وَالعِشَاءِ فِي الجَمَاعَةِ فِي المَسْجِدِ، فَقِيلَ لَهَا: لِمَ تَخْرُجِينَ وَقَدْ تَعْلَمِينَ أَنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذَلِكَ وَيَغَارُ؟ قَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْهَانِي؟ قَالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ» . متفق عليه .
 وتاريخ الإسلام - في كل العصور - يثبت أن المرأة قطعت أشواطًا بعيدة جدًّا في طلب العلم الديني والدنيوي وتعليمه ، وما أكثر النساء العالمات من لدن أعلم النساء أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – التي استدركت عددا من الأخطاء على بعض الصحابة جمعها الزركشي واختصرها السيوطي ، مرورًا بالمحدثات الفاضلات والقارئات المتقنات والفقيهات التقيات ، بل والشاعرات الفصيحات ، اللائي تعلم منهن كبار العلماء والأدباء من الرجال قبل النساء ، وأنا في هذا المقام أشهد بالحق أني رأيت أكثر من يحرص على العلم ويسعى إليه - في هذا العصر – ويبذل في سبيله الغالي والنفيس ، من النساء ، أكثر من الرجال ، وهذا يذكرني بقول الشاعر :
فلو كان النساء كمن فقدنا ... لفُضِّلَتِ النساء على الرجال
فما التأنيثُ لاسم الشمس عيبٌ ... ولا التذكير فخرٌ للهلال (أبو الطيب المتنبي)
 فأسأل الله أن يحفظ هؤلاء النساء الفاضلات شيخات وطالبات ومربيات ، وأن يجزل لهن الثواب في الآخرة . والحمد لله رب العالمين .
الإسلام والإماء
تعلمون أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – جاء في عصر ينتشر فيه بيع النساء وسبيهن ، فجاء القرآن والسنة بنصوص تدعو إلى تحرير الإماء كقول الله – سبحانه - :
((وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا)) (المجادلة 3 ، 4) ولاحِظ ((فمن لم يجد)) وكأن القرآن يشير إلى مجيء يوم يبحث فيه الإنسان عن العبيد أو الإماء ليعتقهم فلا يجد .
وقال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : "ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ" . حسن ، رواه الترمذي والنسائي وغيرهما .
والمكاتبة أن يشتري العبد - أو الأمة – نفسه من سيده بمقابل مال معلوم ، حتى إذا دفع هذا المال صار حرا .
وجعل الإسلام فك الرقاب (عتق العبيد والإماء) من أعظم القربات المنجية من عذاب الله يوم القيامة ، فقال الله – تبارك وتعالى - :

((فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ)) (البلد 11 : 13) . حتى قال النبي – صلى الله عليه وسلم - : «مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ، أَوْ ضَرَبَهُ، فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ» . رواه مسلم .للمزيد انظر موقف الإسلام من الجواري والإماء وملك اليمين . الإسلام أون لاين .

وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الأَمَةُ، فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا، وَيُؤَدِّبُهَا فَيُحْسِنُ أَدَبَهَا، ثُمَّ يُعْتِقُهَا فَيَتَزَوَّجُهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الكِتَابِ، الَّذِي كَانَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالعَبْدُ الَّذِي يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ " . رواه البخاري . فتأملي أختي الكريمة كيف استحوذ العبيد والإماء على ثُلُثَيِ الحديث .
وتقول أُمُّ سَلَمَةَ – رضي الله عنها - : "كان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: "الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» فَمَا زَالَ يَقُولُهَا، حَتَّى مَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ" . صحيح ، رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما .
وفي الجنة تكون المرأة المسلمة في أبهى صورة وأجمل هيئة ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَتْهُ عَجُوزٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا عَجُوزٌ» ، فَذَهَبَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ كَلِمَتِكَ مَشَقَّةً وَشِدَّةً، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ، إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَدْخَلَهُنَّ الْجَنَّةَ حَوَّلَهُنَّ أَبْكَارًا» . حسن ، رواه الطبراني وأبو نعيم وغيرهما .
والأجمل من هذا أن المرأة الصالحة هي سيدة نساء الحور العين في الجنة كما قال العلماء .
وقال – صلوات الله وسلامه عليه - : "وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا (خمارها) عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" . رواه البخاري .
وعَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: إِنْ شِئْتِ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الْجَنَّةِ، فَلَا تَزَوَّجِي بَعْدِي، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ فِي الْجَنَّةِ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الدُّنْيَا، فَلِذَلِكَ " حَرَّمَ اللهُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْكَحْنَ بَعْدَهُ؛ لِأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الْجَنَّةِ " . حسن ، رواه البيهقي والطحاوي وغيرهما .
أحد الشيوخ ذكر هذا الحديث عن النبي – عليه الصلاة والسلام – فقال يا شيخ هل أنت متأكد أن هذا الحديث صحيح غير ضعيف ؟! أتكون معي في الدنيا والآخرة ؟؟؟!!!
نرجو الله – سبحانه – بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح بناتنا ونساءنا ، ويحسن ختامنا ، وأن يجعلنا من الوارثين ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
إسماعيل الشرقاوي


الكــاتــب

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©