موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية 54 - في ترتيب جمع الآية ((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))

بسم الله الرحمن الرحيم
س 54 : من ألمانيا ، يقول أخ فاضل :  عندي سؤال - لو سمحتم - حول جمع الاية 98 من سورة الاعراف :  ((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) ، فبعد أن نقرأ لقالون ثم بالصلة ثم لأبي جعفر ، ثم بتوسط المنفصل لقالون ثم بالصلة ، ثم لورش ثم للدوري عن أبي عمرو بإمالة كلمة القرى ثم للسوسي ثم بتوسط المنفصل للدوري عن أبي عمرو ، بعد ذلك حدث خلاف بيني وبين أحد الاخوة ، فأنا قرأت لخلف حمزة لكي نبقى على إمالة كلمة القرى ، وهو يقول نقرأ لحفص لكي نبقى على توسط المنفصل ، نرجو منكم أن تبينوا لنا الصحيح ، جزاكم الله خيرا .

ج 54 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فإن جمع الآيات القرآنية بالقراءات السبع أو العشر الصغرى أو الكبرى يكون بأحد طرق أربعة ، أشار إلى بعضها الإمام ابن الجزري - (ت 833 هـ رحمه الله) - في النشر :
" لِلشُّيُوخِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَخْذِ بِالْجَمْعِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا الْجَمْعُ بِالْحَرْفِ، وَهُوَ أَنْ يَشْرَعَ الْقَارِئُ فِي الْقِرَاءَةِ فَإِذَا مَرَّ بِكَلِمَةٍ فِيهَا خُلْفٌ أُصُولِيٌّ، أَوْ فَرْشِيٌّ أَعَادَ تِلْكَ الْكَلِمَةَ بِمُفْرَدِهَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ مَا فِيهَا مِنَ الْخِلَافِ فَإِنْ كَانَتْ مِمَّا يُسَوَّغُ الْوَقْفُ عَلَيْهِ وَقَفَ وَاسْتَأْنَفَ مَا بَعْدَهَا عَلَى الْحُكْمِ الْمَذْكُورِ وَإِلَّا وَصَلَهَا بِآخِرِ وَجْهٍ انْتَهَى عَلَيْهِ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى وَقْفٍ فَيَقِفُ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِكَلِمَتَيْنِ كَمَدٍّ مُنْفَصِلٍ وَالسَّكْتِ عَلَى ذِي كَلِمَتَيْنِ وَقَفَ عَلَى الْكَلِمَةِ الثَّانِيَةِ وَاسْتَوْعَبَ الْخِلَافَ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَا بَعْدَهَا عَلَى ذَلِكَ الْحُكْمِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الْمِصْرِيِّينَ، وَهُوَ أَوْثَقُ فِي اسْتِيفَاءِ أَوْجُهِ الْخِلَافِ وَأَسْهَلُ فِي الْأَخْذِ وَأَحْضُرُ، وَلَكِنَّهُ يَخْرُجُ عَنْ رَوْنَقِ الْقِرَاءَةِ وَحُسْنِ أَدَاءِ التِّلَاوَةِ.
وَالْمَذْهَبُ الثَّانِي الْجَمْعُ بِالْوَقْفِ، وَهُوَ إِذَا شَرَعَ الْقَارِئُ بِقِرَاءَةِ مَنْ قَدَّمَهُ لَا يَزَالُ بِذَلِكَ الْوَجْهِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى وَقْفٍ يَسُوغُ الِابْتِدَاءُ مِمَّا بَعْدَهُ فَيَقِفُ ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الْقَارِئِ الَّذِي بَعْدَهُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ دَخَلَ خَلْفَهُ فِيمَا قَبْلَهُ، وَلَا يَزَالُ حَتَّى يَقِفَ عَلَى الْوَقْفِ الَّذِي وَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَفْعَلُ بِقَارِئٍ قَارِئٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخُلْفُ، وَيَبْتَدِئَ بِمَا بَعْدَ ذَلِكَ الْوَقْفِ عَلَى هَذَا الْحُكْمِ. وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّامِيِّينَ، وَهُوَ أَشَدُّ فِي الِاسْتِحْضَارِ وَأَشَدُّ فِي الِاسْتِظْهَارِ وَأَطْوَلُ زَمَانًا، وَأَجْوَدُ إِمْكَانًا، وَبِهِ قَرَأْتُ عَلَى عَامَّةِ مَنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِصْرًا وَشَامًا، وَبِهِ آخُذُ وَلَكِنِّي رَكَّبْتُ مِنَ الْمَذْهَبَيْنِ مَذْهَبًا، فَجَاءَ فِي مَحَاسِنِ الْجَمْعِ طِرَازًا مُذَهَّبًا. فَابْتَدِئْ بِالْقَارِئِ وَانْظُرْ إِلَى مَنْ يَكُونُ مِنَ الْقُرَّاءِ أَكْثَرَ مُوَافَقَةً لَهُ فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَى كَلِمَتَيْنِ بَيْنَ الْقَارِئِينَ فِيهَا خُلْفٌ وَقَفْتَ وَأَخْرَجْتَهُ مَعَهُ ثُمَّ وَصَلْتَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْوَقْفِ السَّائِغِ جَوَازُهُ وَهَكَذَا حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخِلَافُ، وَلَمَّا رَحَلْتُ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَجْمَعُونَ بِالْحَرْفِ كَمَا قَدَّمْتُ أَوَّلًا فَكُنْتُ أَجْمَعُ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ بِالْوَقْفِ وَأَسْبِقُ الْجَامِعِينَ بِالْحَرْفِ مَعَ مُرَاعَاةِ حُسْنِ الْأَدَاءِ وَكَمَالِ الْقِرَاءَةِ وَسَأُوَضِّحُ ذَلِكَ كُلَّهُ بِأَمْثِلَةٍ يَظْهَرُ لَكَ مِنْهَا الْمَقْصُودُ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ ." (النشر 2/ 201 - 202) ، وهذا ما أشار إليه في طيبته فقال :
وَجَمْعُنَا نَخْتَارُهُ بِالْوَقْفِ * * * وَغَيْرُنَا يَأْخُذُهُ بِالْحَرْفِ
بِشَرْطِهِ فَلْيَرْعَ وَقْفًا وَابْتِدَا * * * وَلاَ يُرَكِّبْ وَلْيُجِدْ حُسْنَ اْلأَدَا
فَالْمَاهِرُ الَّذِي إِذَا مَا وَقَفَا * * * يَبْدَا بِوَجْهِ مَنْ عَلَيْهِ وَقَفَا
يَعْطِفُ أَقْرَبًا بِهِ فَأَقْرَبَا * * * مُخْتَصِرًا مُسْتَوْعِبًا مُرَتِّبَا

وعلى كل حال لا مانع من ترك الترتيب ؛ إذ الهدف هو الإتيان بالقراءات أصولا وفرشًا ، ويدخل في هذا الباب السماع والقراءة بشرط الإتقان ، وهذا ما يسميه العلماء بالتلقي ، وهو منزلة أعلى من القراءة المجردة ،
وقد أجمعت الأمة على أن جمع القراءات لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبناءًا على ما تقدم نقول للسائل الكريم : هناك مصنفات طيبة في هذا الباب ، يمكنك الاستعانة بها ، منها : البسط في القراءات العشر (الصغرى) للأستاذة سمر العشا ، وقد سارت على الجمع بترتيب القراء كما رتبهم الإمامان الشاطبي وابن الجزري في الحرز والدرة ، مع الأدلة من الشاطبية والدرة ، للتحميل :


، وكتاب جامع القراءات العشر (الصغرى) للشيخ عبد الحميد شانوحة - حفظه الله - ، وقد ذكر فيه الأدلة من الشاطبية والدرة والطيبة للتحميل :

 http://aldorwalmorgan.com/books.htm

، وكذلك هناك كتاب المنح الإلهية في جمع القراءات السبع من طريق الشاطبية للأستاذ خالد العلمي ، ولكنه إلى سورة الأنعام فقط ، للتحميل :

 https://archive.org/details/waq38375

وأما جمع العشر الكبرى فلا أعرف كتابًا استقصى طرقها وتحريراتها - فكان فريدًا في بابه ، جامعًا للعلم ومُذَلِّلًا لصِعَابِه - غَيْرَ فريدةِ الدهر في تأصيل وجمع القراءات العشر عن طريق طيبة النشر للعلامة الشيخ محمد إبراهيم محمد سالم  - (ت 1430 هـ) رحمه الله - ، ويمكنه تحميله - بفضل الله عبر الرابط التالي : 
.
 وفيه جمع الآية : 
 ((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) (الأعراف 98) .
قال - رحمه الله - :
الشرح والتحليل
1. أو أمن: قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبى جعفر بسكون الواو وورش على أصله فى النقل. والباقون بفتح الواو. والشاهد:
أو أمن الإسكان (ك) م (حرم). 
فأول التوقف هنا لورش. وعلى قراءة الإسكان لاحظ سكت ابن ذكوان وحده. 2. القرى أن: المد المنفصل وأحكام الإمالة.
3. يأتيهم: توقف قالون فى صلة ميم الجمع. ولاحظ التفصيل فى نوعى الهمز كما فى الآية السابقة.

القراءة
قالون.
 ((أَوْ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 3 قالون بصلة الميم واندرج ابن كثير.
 (( يَأْتِيَهُمُو بَأْسُنا ضُحًى وَهُمُو يَلْعَبُونَ)) 
أبو جعفر بإبدال الهمز وصلة الميم.  
 (( يَاتِيَهُمُو بَاسُنا ضُحًى وَهُمُو يَلْعَبُونَ))
 2 قالون بتوسط المنفصل وإسكان الميم.
 ((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
ثم بصلة الميم. 

 ((يَأْتِيَهُمُو بَأْسُنا ضُحًى وَهُمُو يَلْعَبُونَ))
النقاش بالطويل.

 ((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 الصورى بإمالة القرى والتوسط فى المنفصل.

 ((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 1 الأزرق بالنقل وتقليل القرى وطويل المنفصل وإبدال الهمز فى يأتيهم وعدم إبداله فى بأسنا. 

 ((أَوَ امِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَاتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
الأصبهانى على هذا الوجه بفتح القرى وقصر وتوسط المنفصل.
 ((الْقُرى أَنْ يَاتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
أبو عمرو بقراءة أوَ أَمِن بفتح الواو وإمالة القرى وقصر المنفصل وتحقيق الهمز. 

 ((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
ثم بإبدال الهمز فى الموضعين. 
((يَاتِيَهُمْ بَاسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
ثم بتوسط المنفصل وتحقيق الهمز .
 ((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) 
ثم بتوسط المنفصل وإبدال الهمز .
 ((الْقُرى أَنْ يَاتِيَهُمْ بَاسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 الضرير بترك الغنة فى الياء.

 ((أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 عاصم بالتوسط واندرج يعقوب.
((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))  
حفص بالقصر واندرج يعقوب.
 ((أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) 
حمزة بالإمالة والطويل وترك الغنة لخلف.
((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))   
 خلاد بالغنة. 
 ((أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))  
حمزة بسكت المد لكل من راوييه..
خلف مع ترك الغنة :
((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))   
 خلاد مع الغنة :

((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) 
 ابن ذكوان ما عدا الرملىَّ بسكت المفصول وفتح القرى والتوسط فى المنفصل.
 ((أَوْ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ))
 النقاش بالطويل.
الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) 
 الرملى بإمالة القرى مع التوسط.
((الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)) (فريدة الدهر 2/ 728 ، 729) .
ومما تقدم يتبين لك أن الأَوْلَى أن تعطف الأقرب فالأقرب من اليسار إلى اليمين ؛ فلا يُصَارُ إلى حمزة بإشباع المنفصل حتى تنتهي من أصحاب القصر والتوسط كما تقدم . والله أعلم .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©