موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية 53- سؤال في نشيد بلادنا الحبيبة ... والتين والزيتون ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

س 53 : من أخ مصري ، يقول : سمعت الاطفال فى الشارع يرددون جملة من نشيد -- وهى
والتين والزيتون ، والقمح والليمون ،  فسألت وجدتها جمله من نشيد يدرس للاطفال فى المدارس :

            بلادنا الحبيبة           حقولها خصيبة
            يزينها النخيل           على ضفاف النيل
           والتين والزيتون         والقمح والليمون
           هواؤها شفاء             وماؤها دواء
             عزيزة علينا            حبيبة إلينا
             نحن لها فداء           نحن لها فداء

 فنريد من فضيلتكم تبين هل هذا جائز ام لا؟


ج 53 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...    
 فإن هذه الأبيات الطيبة تحث على حب الأوطان ؛ لما فيها من خيرات الرحمن ، وهو أمر مطلوب شرعًا فحب الأوطان من الإيمان ، وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمكة واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ .(1) ، ثم دَلَّتِ الْفِطَرُ السَّوِيَّةُ على أن النفس البشرية مجبولةٌ على حب من أحسن إليها كما قال أبو الفتح البُستِي :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ 
؛ فاللهم بارك لنا في أوطاننا واجعلها منارات للعلم والإيمان ... آمين .
وأما قوله "والتين والزيتون" فإن فيه اقتباسًا من القرآن الكريم ، وهو جائز بشرط التزام الأدب كما ذكرت ذلك في رسالة الإمتاع (فتوى رقم  37 فراجعه إن شئت (2) ) .
 وأما قوله "نحن لها فداءُ" فإن كان المقصود بالفداء الأرض بناءً على فداء الدين فلا حرمة في ذلك بل هو أمر واجب شرعًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -  "مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ . ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ" . (3) والله أعلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسن ، رواه البيهقي في دلائل النبوة (2/288) وابن عبد البر في التمهيد (2/518) وغيرهما . وفي بعض ألفاظه : "
وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليّ" انظر الاستذكار (2/451) .

(2) لتحميل الكتاب اضغط على الرابط :
  http://www.4shared.com/rar/vc-g_y2lce/___-___-___.html
(3) حسن ، رواه الترمذي وأحمد وغيرهما .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©