موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم 12 ماليزيا ... مرتع الإسلام الأمريكي

(*) بسم الله الرحمن الرحيم (*)
(*) سلسلة اخترت لكم 12 (*)
ماليزيا ... مرتع الإسلام الأمريكي


إني لأكتب هذا المقال وأنا أعتقد أني أجاهد، وفي ساحات الوغى أصول وأجول وأنا ماجد.

أكتبه ضد أمريكا شيطان العصر، وأصفع به أذنابها من رواد الفكر التغريبي والمدرسة العلمانية البائدة، الذين فيهم الحس الإفسادي الاعوجاجي قد عشعش واستوطن.

لذا فهو جهاد في سبيل الله، وبهذه النية فقط يجب أن يكون الأمر، وبه يستفتح كل أمر ضد أمريكا وأذنابها، واللهَ أسأل القبول والإخلاص.

وأكتبه نصحا – كما أريد- وفضحا- إن هم أرادوا- لطبقة من المثقفين العرب، والإسلاميين منهم، الذين خَدَعوا وما نصحوا، وكذبوا وما صدقوا، وغالوا وما أنصفوا.

عن الجمع بين المتناقضات سيكون الحديث، وعن داء المظهرية الجوفاء سيكون الموضوع، وعن ماليزيا بالذات سيكون المثال والتدليل، والميزان الذي نحكم به هو دين رب العالمين، إذ لا أحد يخالف في كونه ميزانا يصلح لكل زمان ومكان، وأنه ميزانُ حقٍ قويمٍ.

ذكر المؤرخ الزركلي في كتابه "الأعلام" ترجمةً لأحد الذين جمعوا بين متناقضين فقال:

أبو معشر الفلكي-272 هـ- جعفر بن محمد بن عمر البلخي، أبو معشر: عالم فلكي مشهور كان أولا من أصحاب الحديث، وتعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره، وضربه المستعين العباسي أسواطا لأنه أخبر بشئ قبل حدوثه فحدث، فكان يقول: أصبت فعوقبت! قال القفطي في وصفه: عالم أهل الإسلام بأحكام النجوم.( الأعلام.2/123).

هي تركيبة إنسانية جديدة ونوعية بشرية حديثة، جمع صاحبها فجورا باطنا، وبرا ظاهرا ، وإن كان المال والثروة والجاه صفة لاصقة لهذا الموصوف، فإن الهوة ستصل لمنتهاها، والعلة تعجز الطبيب أن يداويها، ذلك أنه جَمــْعٌ بين متناقضين وتثليثٌ بوسيلة إن لم يُهــــلِكها أهلكته وإن لم يَغلبها غَلَبته.

داء المظهرية الجوفاء، وما أعظمه من داء، وما أكبره من وباء، ويا لشقاوة أمة هذا هو شعارها، وبين الأمم هذا هو عنوانها.

وإن كان الشارع الحكيم حارب هذه المظهرية في جمادات هي أساس بناء الأمة ومقوماتها: مصحف ومسجد، كيف إذا هو حجم المحاربة لهذه الظاهرة في ذات الفرد المسلم وإنسانيته وتركيبته!!؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا زخرفتم مساجدكم وحلَّيتم مصاحفكم فالدَّمار عليكم.(حسَّنه الألباني).

إذا كانت النتيجة الحتمية لهذه المظهرية في المصحف والمسجد هو الدمار، بربك ما حجمها إذا من نتيجة في حق الفرد المسلم وإنسانيته، حينما يصبح هو يحلِّي نفسه ويزخرفها !!؟

وكيف يؤول الأمر إن كان الداء في كامل المجتمع، وكامل مؤسساته وهياكله الدينية منها أو الدنيوية !!؟

ماليزيا... سؤال لطالما أعياني جوابه، وبعد سنة كاملة من الــمُماسَّة والمعاشرة - في هذا المسؤول عنه- وجدت جوابه.

هل النظرة السائدة في كامل البلاد العربية الإسلامية عن ماهية ماليزيا وكونها بلد الإسلام النخبوي أو الأمل الواعد من بلدان الإسلام، نظرة حقيقية صائبة في محلها؟ أم أن محلها معوَّج، وأنه ضحك على الذقون، وبُغَاث استنسر في غفلة من أهل العقيدة والتوحيد.

هل استطاعت ماليزيا حقا أن تخرج من لوثة العالم الثالث، وترمى عن نفسها أغلال الجهل و الفقر والتبعية للغرب، أم أن الأمر فيه ما فيه من الغلو والنظرة غير الصائبة وغير المتأنية؟

وإني أرى أن أمر التفريق بين ماليزيا اقتصاديا وماليزيا دينيا حتم لازم، يمليه عليَّ الإنصاف والأمانة العلمية، ولكن الذي يسوء، أنهم- أعني طبقة المثقفين المخدوعين- لم يفرقوا ولم يفصلوا بينهما، بل الحكم عندهم واحد في اقتصاد ماليزيا وإسلاميتها.

ثم رأيت أن من إسلامية الدولة، إسلامية اقتصادها، إذ لا فرق ولا بون، وهذا هو الأصل.

فعن اقتصادها، فيكفي القول أن خدعة إسلامية الاقتصاد الماليزي لم تنطل على العارفين بها، إذ البون كبير والفرق واسع بأن تستجلب المنظومة الغربية الاقتصادية كاملة بسلبياتها وإيجابيتها وتسعى جاهدا في تطبيقها، ثم تتذكر أن إسلاما يمنع ويبيح، فتسعى لتلبس تلك المنظومة ثوب الإسلام تزيينا وتلميعا لا تطبيقا وتقريرا، وبين أن تقصد الإسلام مباشرة مفصلا منه اقتصادك ومؤسسا له وفق ما يراه ويرتضيه، وما يجيز وما لا يجيز، فيصبح هو المقرِّر والمؤصَّل، وماليزيا لها الحظ الوافر بل الكامل من الصنف الأول لا الثاني.

لذا فإنك ترى أن معاملاتهم الاقتصادية طافحة بالربا، الذي هو حرب على الله ورسوله بنص القرآن الكريم، فعمدوا إلى إحلاله، وساقوا حيلا زعموا أنها شرعية لو رآها أبو حنيفة الفقيه، لرماهم بالكذب والتدليس.

وأزيدك أيها القارئ الكريم، أن الجنس الصيني في المجتمع الماليزي يمثل ثلث المجتمع، وقد قُدر بأخرة ب35 % من كامل المجتمع الماليزي، وكذا الجنس الهندي الذي يمثل: 05 %.

والسؤال: هل هذه النسبة العالية من غير الجنس المالاوي في معاملاتهم مع المؤسسات الماليزية، يتعاملون بالنظام الإسلامي ؟

فإن كان الجواب بلا، وهو الأكيد، فعلام هذا التضخيم في إسلامية الاقتصاد الماليزي؟

وقد عمد الصينيون في ماليزيا إلى مسك زمام الاقتصاد والتجارة، بتأييد كامل من محمد ماهتير، فتراهم لهم اليد الطولى والفضل الواسع الكبير في ذلك التطور الذي نراه من بنايات وجسور وقطارات، ولولاهم لما كان للرجل الماليزي أي فضل أو لمسة.

وصدق أحد الأساتذة الأفاضل حينما قال: الأصل أن يُقال صينيزيا لا ماليزيا.

ذلك أن الجنس المالاوي يميل إلى الخمول والدعة، وقد ذكر ذلك محمد ماهتير في مذكراته التي نشرت، وعشته كما عاشه الكثيرون من المهاجرين هناك، لذا فإنه عند الماليزيين ليس بذلك الرجل المحمود.

وقد نص الدستور الماليزي على أن الدولة الماليزية هي دولة علمانية بالأساس، وأنه فخر كبير أن استطاعت توحيد الأديان كلها في أرضها، فترى البوذي والهندوسي والمسلم والنصراني واليهودي وغيرهم، لهم نفس الحقوق، كما لهم نفس الواجبات – زعموا-.

والذي في روحه لمسة من توحيد، وبصمة من إيمان، عرف بطلان هذه الدعاوى، وأيقن أنه نهج أمريكي، يُرسَمُ به إسلامٌ ... ولكنه أمريكي.

وأصبحت ماليزيا تحمل في حضارتها وفي سجل تاريخها، أن أكبر صنم بوذي يعبد من دون الله، هو في ماليزيا، بعد أن فجرت حركة طالبان الأفغانية في سنوات خالية صنمهم هذا بوذا.

فياعجبي على قومي ومثقفي أمتي، حينما رموا مفجري بوذا بالشذوذ والتفجير والإرهاب، على الرغم من كونها صنعة الأنبياء، إبراهيم ومحمد خاتم الأنبياء، ومدحوا من شيَّد وبنى بوذا كي يكون ندا لله، يعبد من دون الله، فكانوا شبيهين بقوم إبراهيم مع إبراهيم، وبقريش مع محمد. حقا إن لم تستح فاصنع ما شئت.

ثم إنك لو ترى التبرج والسفور الذي يصول ويجول في ماليزيا، لرأيت عجبا، وتصببت عرقا من هول ما وصلوا إليه في الصنعة التي تغضب الرب، أعني صنعة التبرج، وزيارة سريعة لما أطلق عليه بشارع العرب، "بوكيت بنطال" والذي زاد في فساده المال والشهوة الخليجية- للضخ العجيب هناك للأموال التي ذهبت للبغايا وأهل الجنس الثالث- ترى عجبا.

ويكفيك أن تعلم أخي الحبيب، أن سؤال المرأة هناك : هل أنت عذراء؟ سؤال جد عادي، وجد بريء، وجد ممكن وسهل وبسيط، وذلك للأفاعيل التي فعلتها بهم ثقافة: البوي فراند.

وأن الجنس الثالث هناك( المخنثون أقصد)، لهم قوانين تحميهم، ولهم كل الصلاحيات والحقوق كأي جنس آخر، وهم من الكثرة والإنتشار ما يثير الدهشة، ويبعث في القلب الحسرة واللوعة.

أخيرا أقول:

لكل إنسان نظاراته الخاصة التي بها يرى الأمور ويقيمُها، ولكن الأكيد أن النظارات ذاتها تتفاوت في الجودة وإيصال الصورة، وإني لأزعم أن نظاراتٍ ترى بحكم الله وقول الله، لهي أجودها وأفضلها، وهي فرصة أنتهزها لنصح المثقفين بتغيير نظاراتهم فإنها عاطبة، فأرتهم ما ليس بجميلٍ جميلاً، وأرتهم من ماليزيا جسورها وبناياتها وقطاراتها، ولم ترهم حقيقةَ من بانيها.

وينتهى بنا الكلام في هذا المقام، برسم حروف كلمات أخيرة جاء في نطقها:


ماليزيا ... مظهرية جوفاء، ومرتع للإسلام الأمريكي.


والحمد لله رب العالمين.


وكتبه حامدا ربه ومصليا على نبيه صلى الله عليه وسلم:

أبو بثينة الجزائري

عفا الله عنه وغفر له


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©