موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم 51 - قولهم : "نحن السلفيون" !

(*) بسم الله الرحمن الرحيم (*) سلسلة اخترت لكم 51 (*)
كثيرون يعتبرون مجرد انتحالهم لاسم الإسلام كافياً لتحـقيق أمانِيِّهِمْ ، ولا شيء وراء ذلك .
إنك تعجب حقاً ، هذا الدين الذي حملت مضامينه تلك الحفاوة الشديدة بالعمل ، وربطت كل أسباب التوفيق والسعادة به ، ونزعت عن تاركيه كل صفات الخيرية ..

ثم يطول الأمل ، وتقسو القلوب ، ويصبح المسلم في حاجة إلى من يذكره، ويؤكد له أن مجرد انتحال الاسم لا يعني شيئاً ، ولا يغني شيئاً .
هل مجرد إدعاء الإنسان أنه عاقل - مثلاً - أو غني ، أو قوي ، أو صحيح البنية ، أو عالم أو سعيد ، أو .. أو .. يجعله كذلك ؟ أو يغير من واقعه شيئاً ؟ إن مجرد الأمانيّ العابرة ، والأحلام الطائرة ، لا تنفع ولا تدفع ، إذا لم تكن زاداً ووَقُوداً لفعل الأسباب الشرعية والطبعية ، واجتناب الموانع والعوائق والأوهام .
فدعوى ( الإسلام ) ، أو ( السنة ) ، أو( الحديث ) ، أو ( السَّلفية ) ، أو ( الاتِّباع ) .... معيارها صدق التمثل والعمل ، والالتزام الحقيقي ظاهراً وباطناً.
وهنا لابدّ من التفطن لثلاثة أمور :
أولها: إن هناك الأدعياء الذين يكتفون بالاسم ، ورفع الشعار ، ثم ينامون قريري العيون .
ثانيها : إن هناك من يطبق فهماً منقوصاً سبق إلى ذهنه ، وظنه هو الحق ، فهناك من يرى الإسلام عبادةً فحسب ، أو زهداً فحسب ، أو قتالاً فحسب ، أو ما شاء له تصوره ... ويتمسك بهذا ، معرضاً عما سواه ، وقد يرى الإسلام مظهراً وشكلاً مجرداً دون مضمون حقيقي .
ثالثها : إن هناك من يفهم الأمر على حقيقته ، لكنه لا يعمل به ، وهاهنا ؛ لا مشكلة في الفهم والإدراك ، لكن المشكلة في التنفيذ .
إن هناك أسماءً صحيحةً ، وعناوين مقبولة ، لكنَّ مجردَ التَّسَمِّي بها لا يفيد حتى يُضافَ إليه العمل والتحقق بالوصف والمعنى ، وإلا كان تزكية للنفس بغير حق. وكثيراً ما يستمسك الناس بالاسم ، بل ويتعصبون له ، ويغضبون ممن ينفيه عنهم ، لكنهم يمعنون في التكذيب العملي لهذه الدعوى العريضة .
وقد كانت آيات القرآن الكريم حاسمة في هذا المقام . "ليس بأمانيكم ، ولا أماني أهل الكتاب ، من يعمل سوءاً يجز به ،ولا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً ، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا " النص واضح وصريح ، الانتماءات والأسماء وحدها لا تكفي ، ولو كانت شريفة وصحيحة في ذاتها ، حتى يقترن بها العمل ، الميزان مرتبط بــ " من يعمل ... "، أو " من يعمل ... " ولهذا كان بعض السلف يقولون : إن هذه أخوف آية في كتاب الله -تعالى- .
يقول الحافظ ابن كثير : " والمعنى في هذه الآية أن الدين ليس بالتحلي ، ولا بالتمني ، ولكن ما وقر في القلب ، وصدقته الأعمال , وليس كلُّ من ادعى شيئاً ، حصل له بمجرد دعواه، ولا كل من قال: إنه على الحـق سمـع قـوله بمـجرد ذلك ، حتى يكون له من الله برهان " ( 1 / 557 ) وكلمة الحسن البصري - رحمه الله - مشهورة ، وهي التي ساقها ابن كثير في صدر كلامه السابق .
ثم ؛ هذه الأسماء التي يدعيها المدعون ، ينبغي فرزها إلى صنفين متمايزين :
الصنف الأول : أسماء وانتسابات مشروعة مطلقاً ، والنسبة إليها هي من باب تقرير الواقع ، والاعتراف به ، وإعلانه ، وذلك مثل قول المسلم : أنا المسلم ، والحمد لله . فهذا انتساب محمود بكل حال ، وانتماء شريف عظيم ، وواجب على قائله تأييد قوله بفعله .
الصنف الثاني : أسماء وانتسابات شريفة في نفسها لكن لا ينبغي تزكية النفس بها مطلقاً ، ولا ادعاء تحصيلها ، مما يوهم كمال الإنسان ، واستيلاءه على الذروة العليا ، ومنها لفظ الإيمان ، فلا يحسن بالمرء أن يقول : أنا مؤمن ، على سبيل التزكية ، والثناء على النفس ، ولذلك قال الإمام أحمد - رحمه الله - : أذهب إلى حديث ابن مسعود في الاستثناء في الإيمان ؛ لأن الإيمان قول وعمل ، فقد جئنا بالقول ، ونخشى أن نكون قد فرطنا في العمل فيعجبني أن نستثني في الإيمان ، نقول : أنا مؤمن إن شاء الله –تعالى- . وحديث ابن مسعود الذي أشار إليه الإمام هو ما رواه ابن أبي شيبة ( الإيمان 90 ) وأبو عبيد ( الإيمان 17 ) أنه قال : من شهد أنه مؤمن فليشهد أنه من أهل الجنة .
وفي لفظ عن الإمام أحمد أنه قال : أنا مؤمن -إن شاء الله- ومؤمن أرجو ، لأنه لا يدري كيف أداؤه للأعمال ، على ما افتُرِضَ عليه أم لا . وانظر بقية الروايات عن أحمد في المسائل والرسائل بتنسيق وتحقيق : عبد الإله الأحمدي ( 1 / 117 - 125 ).
وذلك أن الإيمان المطلق يتضمن فعل ما أمر الله به كله ، وترك ما نهى الله عنه كله ، فإذا قال : أنا مؤمن ، بهذا الاعتبار ، فقد شهد لنفسه أنه من الأبرار المتقين ، القائمين بفعل جميع الأوامر ، وترك جميع النواهي ، فهو من أولياء الله ، وهو من أهل الجنة ، كما قال ابن مسعود ( وانظر : فتاوى ابن تيمية 7 / 446 ) . إذاً فترجيح الاستثناء ، كأن يقول : أنا مؤمن -إن شاء الله- ، أو أرجو أنني مؤمن ، هو من باب نفي التزكية عن النفس ، وعدم دعوى الإيمان المطلق ، ولهذا لا يحسن بأحدٍ أن يقول : أنا مؤمن حقاً ، أو قطعاً ، أو أَلبتة ، أو عند الله .. لما يشـعر ذلك به من دعوى الكـمال ، وتزكية النفس بالأقوال دون الأعمال , هذا مع أن لفظ الإيمان لفظ شرعي ، وقد جاء في القرآن الكريم : " قولوا : آمنا .." "ربنا آمنا ..." " إني آمنت بربكم " الخ ، فما بالك بالألفاظ الاصطلاحية التي لم ترد في نص كتاب أو سنة ، والتي تحمل معنى التزكية المطلقة ، كلفظة (أنا سلفي) - على سبيل التمثيل- أليست أولى بالتقييد والضبط ؟ أليست السَّلفية قولاً وفعلاً ؟ أليست منهجاً وسلوكاً ؟ هل أضمن أنني أفهم ما كان عليه السَّلف من المعاني، والأعمال، والأقوال، والأحوال ؟ أم أضمن إذ فهمتها أنني تمثلتها في واقع حياتي، حتى حق لي أن انتحل النسبة الشريفة هذه ؟
أما حين تكون المسألة بيان حال ، أو تقرير واقع في جانب معين ، فالأمر يختلف ، كأن يقول : أنا على طريقة السلف في الإيمان ، أو على طريقة السلف في الأسماء والصفات ، أو على طريقتهم في الاعتقاد .. فهذا لا بأس به عندي ، والله أعلم .
والخلاصة أن المؤمنين يجب أن يُراعوا أهمية العمل والتحقيق ، وليس مجرد الانتساب والدعوى .
فمتى يعي المسلمون هذا ؟ ومتى يعي طلبة العلم والمنتسبون إلى الدعوة أن التفاخر بالنسبة لا يجدي شيئاً ، حتى يقترن بالعمل ؟ وأن التزكية الشرعية ليست بادعاء وصفٍ محمود ، يصدق أو لا يصدق ، بل بالتحلي بنقاء السريرة ، وصفاء السيرة ، وصلاح العمل ، وتدارك العيب ، وحسن الخلق والإنحاء على النفس بالملامة ، وكمال الصدق مع الله .
" قال الله هذا يومُ ينفع الصادقين صِدْقُهم لهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم"


المسافة بين القول والعمل -
الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله
موقع الشيخ : http://www.islamtoday.net/salman/mobile/




فضيلة الشيخ وفقكم الله نسمع بعض الناس يقولون : لا يـجوز الانتساب إلى السلف، ويَعد السلفية حزباً من الأحزاب القائمة في الوقت الحالي فما رأيكم بهذا الكلام؟

فأجاب حفظه الله :
نعم السلف حزب الله ، السلف حزب ؛ لكنهم حزب الله .
الله -جل وعلا- يقول : ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
السلف انـحازوا إلى الكتاب والسنة وإلى الصحابة فصاروا حزب الله، وأما من خالفهم فهم أحزاب ضالة مخالفة .
الأحزاب تختلف ، هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان، كما في آخر سورة ( المجادلة ) ، هناك حزب الله ، وهناك حزب الشيطان .

فالأحزاب تختلف فمن كان على منهج الكتاب والسنة ؛ فهو حزب الله ، ومن كان على منهج الضلال؛ فهو حزب الشيطان
وأنت تَخيّر، تكون من حزب الله ، أو تكون من حزب الشيطان! تَخيّر!!

- ثم سُئل حفظه الله : يقول فضيلة الشيخ وفقكم الله :
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس ؟ أو هو موافـق للشـرع؟

فأجاب حفظه الله :
المفروض أن الإنسان يتبع الحق ، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به ، أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ، الله يعلم سبحانه وتعالى (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم) .
التسمي : (سلفي) ، (أثري) أو ما أشبه ذلك، هذا لا أصل له ، نـحن ننظر إلى الحقيقة ، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى .

قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي (أثري) وما هو بأثري ، وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال إني أثري ولا سلفي .
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى ، وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله سبحانه وتعالى .
لما قالت الأعراب آمنا أنكر الله عليهم: ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان ، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توُّهُم داخلين في الإسلام .
أعراب جايين من البادية ، وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا.. أسلَموا دخلوا في الإسلام ، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً : (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) كلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع ، يعني سيدخل الإيمان ، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس.
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا.. أنا كذا ، عليك أن تطلب الحق وتعمل به، تُصلح النية والله هو الذي يعلم سبحانه الحقائق.

فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
موقع الشيخ : http://www.alfawzan.af.org.sa/



قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي.. " أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة ؛ لا تنتمِ إلى حزب .
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان : خوارج ، معتزلة ، جهمية ، شيعة بل رافضة..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون ، وسلفيون ، وتبليغيون ، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار ، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين " .
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف ، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح ، لا التـحزب إلى من يسمى (السلفيون).. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف ، وهناك حزب يُسمى (السلفيون).. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.

لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك.. لكن مشكلتهم كغيرهم ، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم..
نـحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستـحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة..
الواجب أن يـجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله، فلنتـحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان .
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والخلفاء الراشدين المهديين.

مأخوذ من شرح الشيخ للأربعين النووية في آخر حياته رحمه الله ، وانظره في كتاب ( شرح الأربعين النووية ) له ، حديث رقم (28) أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، ص ( 308 ، 309 ) .
موقع الشيخ : http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml< /a>


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©