موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم 50 - أمي فلسطين لا تأسَيْ ولا تهني

(*) بسم الله الرحمن الرحيم (*) سلسلة اخترت لكم 50 (*)

رأيته مطرقا يبكي فأبكاني ... وهاجَ منْ قلبيَ المكلومِ أشجاني

في زهرةِ العمرِ إلاّ أنّ دهرَك لا ... يرعى الشـيوخ ولا يَرثي لِصِبيانِ

بكى فكادتْ لهُ نفسي تذوبُ أسـى ... كأنّ رامِيَـه بالسّـهمِ أصْـماني

دنــوتُ منـهُ أحاكيـهِ وأسألُـهُ ... علّي أواسي جراحَ المثقَلِ العانـي

سألتُ ما اسمُكَ قالَ: اسمي يدلّ على ... معنى غريبٍ على مثلي، أنا هانـي

حكى الغُـلامُ كأنَّ اللهَ يُلْـهِـمُـهُ ... إلهـامَ يَحيـى صَبياً أو سُـليمانِ
إنْ شئتَ يا عمّ فاسمعْ قصّـةً عَجَباً ... وإنْ تَكُـن عُرِفَتْ للقاصي والدّاني
يا عمّ إنّـيَ غصْـنٌ لا حياةَ لَـهُ ... قُطِعْتُ بالغدرِ عن أصْلي وسيقاني
فقَـدتُ روحيَ أمّي والحبيبَ أبي ... فقدتُ أهلي وأرحامي وجيرانـي
مسحتُ دمعَ الفتى الباكي وقلت له ... سمعتُ منكَ فخذْ فكري ووجداني

بُنـيّ جرحُك في قلبي يسيلُ دماً ... فارحمْ صِباكَ فما أشجاكَ أشْجاني
لا تَأْسَ أنْ عشتَ بعدَ الأهلِ منفرداً ... فكلُّـنـا لكَ ذاكَ الوالدُ الحـاني
وكلّ أزواجِـنا أمّ بهـا شَـغَـفٌ ... لتفتـديكَ بروحٍ قبـلَ جُثـمـانِ
تهلّـل الناشِئُ الباكي وقالَ: أجلْ ... يا عمّ إنّي فـي أهـلي وأوطـاني
يا عمّ أحييْتَ منْ عَزمي ومِنْ ثقتي ... هَبْنـي يَمينـاً أقبّـلْها بشُـكرانِ
أمّي فلسـطينُ لا تأسي ولا تَهِـني ... إنّا سَـنفديك منْ شـيبٍ وشُـبّان

أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني ... إنا سنفديك من شيب وشبانِ
رأيتة مطرقا يبكي فأبكاني ... وهاج من قلبي المكلوم أشجانِ
في نضرة الغصن إلى أن عاصفةً ... هبت سموماً فأمسى غير بينانِ
يا ناعم الظفر يا بن العز ما لك لا ... تكف عن مدمع كالغيث هتانِ
ماذا دهاك احكي ليّ علَّ الحديث معي ... مجفف عنك بعض المدمع القانِ
لقد شهدت أبي والموت يصرعة ... ولم يجد مسعفاً من قلب إنسانِ
نادى بنيّ اسقني فالصدر ملتهب ... فقلت : نفسي فداء للوالد الحانِ

ناولتة الماء اسقية فقبلني ... وأسلم الروح في طهر وإيمانِ .
يا عم مات أبي في خير معركة ... وما بكيت علية مثل أوطانِ
قد مات أبي يدفع عن أرض وعن شرف ... لصوص أرض وأعراض وأديانِ
ما مات بل هو عند الله ألمحه ... في الخلد يسرح طيراً بين أفنانِ
يا عم ذي هي مأساتي التي قصفت ... عودي كما عصفت مثلي بعيدانِ
أأن تعش انت والأهل بقد رحلوا ... ففيك سرُ بقاء الشعب يا هاني

قد عشت حقاً لأمر لا قضاء به ... وحكمة الله تخفى بعض أحيانِ
قد عشت للنصر بالإصرار نغرسه ... فتجتنيه ثماراً ذات ألوانِ

فاخلع ثياب الأسى و اليأس مرتدياً ... ثوب الجهاد نشيطا غير كسلانِ
تعلم الحرب في سرٍ وفي علنٍ ... فوق الجبال وفي سهل و وديانِ
و اجمع رفاقك و انفخ في عزائمهم ... مما بصدرك من عزمٍ و إيقانِ
وقل لصهيون لسنا أمة همجاً ... تمضي سفينتها من غير ربانِ
معاذ ربي أن تنحل عروتنا ... أو أن تتيه وفينا نور قرآنِ
اليأس كفرٌ إذا حل قلب فتى ... والحمد الله قد جددت إيمان
جعلت منيّ إنساناً له هدف ... وكنت من قبل أحيا بعض إنسان
إني أحس لماذا عشت بعد أبي ... ولم أمت مع أهلي مثل أقرانِ
إني حييت لأمر لا مرد له ... للثأر للدم لاسترداد أوطانِ
لأستعيد فلسطين كما غصبت ... بالدم لا بدموع أو بتحنانِ

لأنزع الدار التي و الأرض التي نهبوا ... من كل لصٍ و نهابٍ وخوان
لكي تعود تدويّ في مآذنها ... الـــلــــه أكبر من آن إلى آنِ

أمي فلسطين لا تَأْسَيْ ولا تَهِنِي ... إنا سنفديكِ من شيبً وشبان
أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني ... إنا سنفديكِ من شيبً وشبان
أمي فلسطين لا تأسي ولا تهني ... إنا سنفديكِ من شيبً وشبان
كلمات الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله
وأنشدها مشاري العرادة وحمود الخضر

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©