موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة اخترت لكم 8 اعرف عدوك (تيودور هرتزل)

(*) بسم الله الرحمن الرحيم (*)
(*) سلسلة اخترت لكم 8 (*)

اعرف عدوك
(تيودور هرتزل) (1860-1904م)
يعتبر ثيودور هرتزل هو مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة، وهو صاحب فكرة إقامة الوطن اليهودى فى فلسطين.
ولد عام 1860 فى مدينة بودابست بالمجر لأسرة من الطبقة المتوسطة اتخذت من العادات و التقاليد الإصلاحية اليهودية نمطًا لحياتها، والتحق بإحدى المدارس اليهودية لكنه لم يكمل تعليمه بها, ثم إلتحق بمدرسة ثانوية فنية, ثم بالكلية الإنجيلية حتى عام 1878 ثم إنتقلت أسرته إلى فيينا، فأكمل دراسته بجامعة فيينا حيث حصل فيها على درجة الدكتوراه فى القانون الرومانى عام 1884، وكان هرتزل شابًا عاديًا، ولم يبد عليه أى اهتمام باليهودية واليهود فى ذلك الوقت، ولكن مما لا شك فيه أن ثقافته العبرية كانت مؤثرة فيه تأثيرًا باطنيًا, كما كان متأثرًا جدًا بفكرة المسيح المنتظر .. وكان مثله الأعلى فى التقدم العلمى هو "فردناند دليسبس" الذى حفر قناة السويس.

وفى عام 1885 ترك هرتزل وظيفته كمحام واتجه إلى الصحافة والأدب لعلمه أنه - كيهودى - لن يصل إلى المناصب العليا.

انتقل هرتزل إلى فرنسا عام 1891 و عمل مراسلاً صحفيًا فى باريس بين عامى 1891 و 1895 وفى ذلك الوقت كان اضطهاد اليهود فى أوروبا على أشده، خاصة بعد تفجر فضيحة قناة بنما التى ظهر اضطهاد اليهود فيها جليًا، وفى عام 1894 حدثت قضية دريفوس وهو ضابط فرنسى يهودى, تم القبض عليه فى 15 أكتوبر عام 1894 بتهمة سرقة وثائق عسكرية سرية, وتسليمها إلى الملحق العسكرى الألمانى فى باريس, فوجهت إليه الحكومة الفرنسية تهمة الخيانة العظمى, وحوكم محاكمة عسكرية, وتم تجريده من ألقابه, و أهين علنًا داخل الكلية الحربية, وقد حاول اليهود بكل ما لديهم من وسائل علنية وسرية إنقاذه, و لكن حُكم عليه بالنفى المؤبد من فرنسا, ثم تصدى لنقض الحكم كثيرون, وعمل اليهود بكل ما لديهم من نفوذ لتبرئة دريفوس, وقبلت المحكمة إعادة النظر فى القضية, وقضت بحبسه عشر سنوات بدلاً من النفى, ثم لم يزل اليهود بكل وسائلهم يعملون على تغيير الحكم حتى نجحوا فى النهاية, وقررت محكمة النقض فى 12 يوليو عام 1902 بطلان الحكم السابق وتبرئة دريفوس وإعادته إلى الجيش !! ويقال إن هذه الحادثة هى التى جعلت هرتزل يركز اهتمامه على فكرة الصهيونية، وحل مشكلة اليهود فى أوروبا.

فأصدر فى فبراير من عام 1896 كتاب "الدولة اليهودية", وأصر على أن يضع لقبه العلمى "دكتوراه فى القانون" بجوار اسمه ليؤكد تمكنه من تنفيذ الأفكار التى وضعها فى كتابه. ويتضمن الكتاب دعوة لإقامة دولة يهودية فى أى مكان، على أن تكون هذه الدولة فى أوغندا أو موزمبيق أو الأرجنتين أو قبرص أو ليبيا, مؤكدًا أن هذا هو الحل الوحيد لليهود ليتخلصوا من الاضطهاد الذى يلاقونه فى أوروبا وغيرها من مناطق العالم، وطالب ألا يُنظر للكتاب على أنه خياليًا، ووصف مشروعه بإقامة دولة لليهود بأنه مشروع عملى وقابل للتطبيق وفق خطوات محددة وصفها بدقة فى كتابه, فهو مشروع محدد وقوته الدافعة هى مأساة اليهود الذين يعاملون كغرباء، ويقع الكتاب فى 65 صفحة فى نسخته الأصلية، وأسلوبه سهل وواضح ولا يتسم بأى عمق أو تفلسف.

وبعد نشر الكتاب دعى هرتزل إلى عقد أول مؤتمر صهيونى، وتم عقده فى مدينة بازل بسويسرا فى أغسطس من عام 1897 بحضور 204 مندوبًا يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة منهم 70 مندوبًا من روسيا وحدها، وافتتح هرتزل المؤتمر بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من هذا المؤتمر هو وضع حجر الأساس للبيت الذى سيسكنه الشعب اليهودى.
وحسم المؤتمر موقع الدولة التى يعتزم الصهاينة إنشاؤها، وتقرر أن تقام هذه الدولة فى فلسطين وليس فى أى مكان آخر فى العالم, وفى المؤتمر تم انتخاب هرتزل رئيسًا للحركة الصهيونية, وتم تصميم العلم, واختيار النشيد الوطنى لليهود، وقد كتب فى مذكراته عن هذا المؤتمر: لو أننى أردت أن ألخص أعمال المؤتمر فى كلمة لقلت:" فى بازل أسست الدولة اليهودية". وقد يثير هذا القول عاصفة من الضحك هنا وهناك , ولكن العالم سوف يشهد بعد خمسين عامًا من الآن قيام دولة يهودية.

وهكذا كان المؤتمر الصهيونى الأول نقطة تحول مهمة لليهود فى تاريخهم حيث تم تجميع يهود العالم لأول مرة تحت سقف واحد، وتوحيد جهودهم بعد أن كانت الصهيونية تمثل حلمًا لليهود لسنوات طويلة.

سعى هرتزل إلى الحصول على تأييد من إحدى الدول الكبرى لمشروعه حتى يضمن إقامة الوطن القومى لليهود فى فلسطين, فقابل القيصر الألمانى عام 1898 وعرض عليه القضية اليهودية ووجهة نظره فيها، وأظهر له القيصر التأييد لكنه لم يعطه الوعد الذى كان يريده.

رسالة هرتزل إلى السلطان عبد الحميد

ولأن هرتزل كان على علم بالديون التى كانت على الدولة العثمانية، فقد أرسل إلى السلطان عبد الحميد الثانى يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ 20 مليون جنيه استرلينى مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين, ومنح اليهود أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًا، وفيما يلى نص الرسالة:

"ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه استرلينى يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنية استرلينى فى السنة الأولى، وتزداد إلى مليون جنيه إسترلينى سنويًا.


ويتعلق هذا النمو التدريجى في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين. أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية. مقابل ذلك يهب جلالته الامتيازات التالية:

الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التى لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة. وتعطى المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتى المضمون فى القانون الدولى فى الدستور والحكومة وإدارة العدل فى الأرض التى تقرر لهم "دولة شبه مستقلة فى فلسطين".

ويجب أن يقرر في مفاوضات القسطنطينية الشكل المفصل الذى ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية، وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم.

وقد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون وتبلغ الدول بها سابقًا.

وقد رفض السلطان عبد الحميد - الذى كان يعلم جيدًا الأهداف الخفية لهرتزل - عرضه, ورد عليه ردًا قويًا فقال: "إننى لست مستعدًا لأن أبيع شبرًا واحدًا من امبراطوريتى, إذ إن الامبراطورية ليست ملكًا لى, وإنما هى ملك للمسلمين جميعًا, وقد حصلت أمتى على هذه الأرض بدماء أجدادنا, فليحتفظ اليهود بملايينهم فى جيوبهم, فإذا قسمت الامبراطورية يستطيع اليهود أن يحصلون على فلسطين دون مقابل, وإنها لن تقسم إلا على جثتى".

ولم ييأس هرتزل وتوجه إلى بابا الفاتيكان يطلب منه تأييدًا لليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين, ولكن البابا رفضه طلبه ولم يعطه التأييد. وفى النهاية استطاع هرتزل أن يحصل من الحكومة البريطانية على موافقة رسمية تسمح لليهود باستيطان أوغندا وليس فلسطين ولكن اليهود رفضوا.

وكان رأى هرتزل أن يسكن اليهود أوغندا موقتًا لتفادى الاضطهاد فى أوروبا خاصة فى أوروبا الشرقية عندما كان اضطهاد اليهود على أشده، ثم يمكنهم بعد ذلك أن يأخذوا فلسطين، واستطاع أن يفرض رأيه على اليهود، و شكلت لجنة للذهاب إلى هناك لمعاينة الأرض التى ستكون وطنًا لليهود، وكان ذلك عام 1903 .

وفى عام 1904 توفى هرتزل بعد أن غير مسار التاريخ اليهودى بشكل لم يسبق له مثيل، ولم يفعله أحد من قبل, ونقل اليهود جثمانه إلى فلسطين عام 1949 تنفيذًا لوصيته.

وكان من أقواله: " إذا حصلنا يومًا على القدس وكنت مازلت حيًا وقادرًا على القيام بأى شئ فسوف أزيل كل ما ليس مقدسًا لدى اليهود، وسوف أحرق الآثار التى مرت عليها عبر القرون ".

"كلما كثر عدد المهاجرين اليهود سيطرنا على مساحات أكبر من أراضى فلسطين".

"ظهر لى المسيح على صورة رجل مسن فى مظهر العظمة والوقار, فطوقنى بذراعيه, وحملنى بعيدًا على أجنحة الريح، والتقينا على إحدى تلك الغيوم القزحية بصورة موسى, فالتفت المسيح إلى موسى مخاطبًا إياه: من أجل هذا الصبى كنت أصلى, إلا أنه قال لى: اذهب وأعلن لليهود بأننى سوف آتى عما قريب لأجترح المعجزات الكبيرة, وأسدى الأعمال العظيمة لشعبى وللعالم" هذه رؤيا ادعى هرتزل أنه رآها فى منامه وهو صغير.

"إن نجح اليهود فى خلق دولتهم سيرحلون إليها فى هجرة تدريجية، وعليهم أن يدركوا أنهم سوف يغادرون إلى دولة بها وحوش مفترسة، لا ينفع لمواجهتها حمل الرمح والحربة أو الذهاب فرادى إلى هناك لمطارده الدب الذى فى الانتظار, بل على اليهود أن يذهبوا إلى هناك فى جماعات كبيرة قادرة على سوق هذه الحيوانات أمامها و أن يقذفوا بقنابل شديدة الانفجار وسط جموعها من وقت لآخر لإرهابها".
===========
مجلة الابتسامة

نقلا عن موقع هدى الإسلام بإشراف أ . د / عبد الحي الفرماوي حفظه الله .


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©