موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة نقولات وذكريات في فضل من علّم الناس ومات 6-فضيلة الشيخ الدكتور محمد جميل غازي رحمه الله

الحلقة السادسة
فضيلة الشيخ الدكتور محمد جميل غازي رحمه الله

1 – مولده :

ولد فضيلة الشيخ / محمد جميل غازي عام 1936م ، بقرية كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ بمصر ، في أسرة موسرة ، وكان أصغر إخوته سنًّا ، وله أخ وأربع أخوات .

2 – حياته العلمية :

بدأت رحلة الشيخ في العلم من كُتَّاب القرية ، فأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في طفولته ، ثم التحق بمعهد " طنطا الأزهري " ، وفي الصف الثاني ظهرت موهبته الشعرية واهتماماته الأدبية ؛ حيث ألقى قصيدة شعرية في إحدى المناسبات لاقت استحسان الحاضرين .

وقد حصل على الشهادة الابتدائية بتفـوق في عام 1954 م من المعهد الأحمدي بطنطا .


ثم أكمل دراسته بنفس المعهد ؛ حيث أكمل نشاطه العلمي والثقافي ؛ محاضرًا وشاعـرًا في العديد من الندوات التي أقيمت في " جمعية أنصار السنة المحمدية " و " جمعية الشبان المسلمين " بطنطا .

ومنذ ذلك الوقت ؛ عُرف باسم الطالب الأزهري المثقف ؛ الشاعر والعالم الديني : محمد جميل غازي ، في الأوساط الدينية والأدبية والثقافية .

وفي هذه المرحلة أخرج الشيخ باكورة إنتاجه العلمي ؛ فأعد كتابًا أطلق عليه " جولة مع المفكرين " ، جمع فيه العديد من الموضوعات لرجال الفكر والثقافة .


كما أعد بحثًا علميًّا عن " كارليل وكتابه " البطولة والأبطال " ألقاه في محاضرة بـ " جمعية الشبان المسلمين " نالت إعجاب الحاضرين .


وفي عام 1959 م انتقل الشيخ / محمد جميل غازي إلى القاهرة بعد نجاحه في الثانوية بتفوق ، والتحق بكلية اللغة العربية ، حيث ساعده انتشار الوعي الفكري والثقافي في القاهرة على العطاء والحركة بصورة أفضل ؛ سواءٌ أكان ذلك في الجامعة أو المسجد أو المدرسة أو مراكز الثقافة أو المؤسسات الدينية الأخرى .


وبعد حصوله على العالمية " ليسانس اللغة العربية " في عام 1963 م ، همل الشيخ موظفًا بوزارة الثقافة بمحافظة المنصورة ، ثم انتقل للعمل بالقاهرة ، فاتسع نشاطه وذاع سيطه .


حصل الشيخ على درجة الماجستير في الآداب ، ثم الدكتوراة في عام 1972 م بامتياز مع مرتبة الشرف ، وكان موضوعها : " تحقيق كتاب ::::: لأبي هلال العسكري " .


زار الشيخ العديد من دول العالم ؛ داعيًا ومعلِّمًا .


ترأَّس الشيخ مجلس إدارة المركز الإسلامي لدعاة التوحيد والسنة بعد أن أسسه .

قام الشيخ بتفسير القرآن الكريم في خطب الجمعة ، حتى وصل إلى سورة القارعة ، ثم تابع في دروسه شرح كتاب " صحيح البخاري " .

3 – مؤلفات الشيخ :

ألف الشيخ العديد من المؤلفات ، والتي تُعدُّ فريدة من نوعها ، ومن بينها :

1 – مفردات القرآن الكريم .
2 – أسماء القرآن الكريم .
3 – الطلاق شريعة محكمة ، لا أهواء متحكمة .
4 – الصوفية ؛ الوجه الآخر .
5 – محنة الأحمدين .


من الكتب التي حققها أو قدم لها :


1- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله (ابن قيم الجوزية) (دراسة وتحقيق) .
2- الرسالة التبوكية (زاد المهاجر إلى ربه) - محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله (ابن قيم الجوزية) (دراسة وتحقيق) .
3- الحسنة والسيئة - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس (ابن تيمية) - (تحقيق) .
4 - العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - القاضي محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المعافري الإشبيلي المالكي (تقديم) .

هذا ؛ وقد وصل الشيخ إلى درجة " كبير الباحثين " في المجلس الأعلى للفنون والآداب ، كما تم اختياره نائبًا لرئيس جماعة أنصار السنة المحمدية ، وكذلك عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية .


كتب حمد كامل عبد الصمد (عشرون قسيساً غربياً يعلنون إسلامهم سوية في القاهرة)
شهدت القاهرة في أواخر القرن العشرين مشهداً يهز الوجدان بعنف من جلاله وعظمته.
عشرون قسيساً ..
نعم عشرون قسيساً قد أتوا من السودان يتزعمهم القس "جيمس" ليعلنوا إسلامهم
بعد فترة قضوها في التبشير والدعوة إلى الصليبية،
واقيم لهم احتفال حضره ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص،
كما ذكرت بعض الصحف والمجلات الإسلامية... يقول زعيمهم "جيمس":"كنت أقود أكبر حركة تبشيرية في الشرق الأوسط، إذ كنت أشرف على اثنين وعشرين مركزاً للتبشير، وكان يشرف علينا ثلاثة قساوسة من أمريكا والفاتيكان... وبعد دراستي وتعمقي في "علم اللاهوت" توثقت علاقتي بالمستشار الثقافي السعودي بالسودان، فكان يفتح لي المكتبة بالسفارة، وكنت أطلع على الكتب الدينية الإسلامية .بعدها طلبت حواراً أنا وزملائي مع رجال الدين الإسلامي... وكان ما طلبنا، وتم الاتفاق على عقد الحوار مع الدكتور محمد جميل غازي ، واللواء أحمد عبد الوهاب ، وكبير قساوسة مصر بالصعيد الذي دخل في الإسلام منذ فترة والأستاذ خليل إبراهيم خليل... وبعد ست ليال متوالية من النقاش الحاد إقتنعنا بالدين الإسلامي، ودخلنا في الإسلام: ثم أردف بعدها يقول:"والآن، وبعد دخولي في الإسلام سأقوم بالدعوة إلى الإسلام.. وإذا كان قد دخل في الدين المسيحي أعداد هائلة على يدي وعلى يد زملائي في السودان.. فإن اثني عشر ألفاً ينتظرونني ليدخلوا في الإسلام".ثم صمت برهة وهو يهز رأسه مستطرداً في قوله:"... ولكن نريد مَدّ يد العون والمساعدة لكي يتعلم هؤلاء أمور دينهم... إنني أقول لكم إن "الخواجات" يأتون من أمريكا والفاتيكان وكل بلاد اوربا لكي يقوموا بعمليات التبشير لأديان باطلة.. فلماذا نحن لا نقوم بالدعوة إلى الدين الحق.. الدين الإسلامي "إن الدين عند الله الإسلام".ثم أضاف قائلاً:إنني أُحمّل هذا العبء لكل شاب مسلم، لأن هذا هو دور الشباب، ولأنهم أكثر تأثيراً من غيرهم في المجتمعات"، وقد طبعت هذه المناظرة على نفقة السعودية تحت عنوان (
مناظرة بين الإسلام والنصرانية لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر من الديانتين الإسلامية والنصرانية) - المؤلف: مثل الجانب الإسلامي في المناظرة كل من الشيخ الدكتور محمد جميل غازي والأستاذ إبراهيم خليل أحمد واللواء المهندس أحمد عبد الوهاب ، الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض - المملكة العربية السعودية .

كتب أ/عبد المنعم الجداوي

ترددت كثيراً في كتابة هذه الاعترافات – لأكثر من سبب. ثم أقدمت على كتابتها لأكثر من سبب، وأسباب الإحجام والإقدام واحدة.. فقد خشيت أن يقرأ العنوان بعض القراء ثم يقولون – ما لنا ولتخريف أحد معظمي القبور، ثم يطوحون بالمجلة بكل قوتهم.. ولكن قد يكون بعض القراء في المنطقة النفسية التي كنت أعيشها قبل تصحيح عقيدتي.. فيقرأون اعترافاتي. فيفهمون ويعبرون من ظلمة الخرافات إلى نور العقيدة – وفي ذلك وحده ما يقويني على الكشف عن ذاتي أمام الناس – مادام ذلك سوف يكون سبباً في هداية بعضهم إلى حقيقة التوحيد..
ولقد كنت من كبار معظمي القبور فلا أكاد أزور مدينة بها أي قبر أوضريح لشيخ عظيم.. إلا وأهرع فوراً للطواف به.. سواء كنت أعرف كراماته أو لا أعرفها.. أحياناً أخترع لهم الكرامات أو أتصورها أو أتخيلها.. فإذا نجح ابني هذا العام كان ذلك للمبلغ الكبير الذي دفعته في صندوق النذور.. وإذا شفيت زوجتي كان ذلك للسمنة التي كان عليها الخروف الذي ذبحته للشيخ العظيم فلان ولي الله..
وحينما التقيت بالدكتور جميل غازي، وكان اللقاء لعمل مجلة إسلامية تقوم بالإعلام والنشر عن جمعية مسجد العزيز بالله القاهرية، والتي تضم مساجد أخرى، ورسالتها الأولى "التوحيد" وتصحيح العقيدة، وبحكم اللقاءات المتكررة.. كان لابد من صلاة الجمعة في مسجد العزيز بالله.. وهاجم "الدكتور جميل" في بساطة وبعقلانية شديدة.. هذا المنحى المخيف في العقيدة، وسماه شركاً بالله، وذلك لأن العبد – في غفلة من عقله – يطلب المدد والعون من مخلوق ميت.
أفزعني الهجوم، وأفزعتني الحقيقة..
http://nosufism.blogspot.com/2011/04/blog-po st_9243.html

4 – وفاته :
تُوفي الشيخ الدكتور / محمد جميل غازي في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثمانية وثمانين ، عن عمر يناهز 52 عامًا ، ودفن بمقابر المركز بمدينة نصر بالقاهرة .
وتظل القضية التي شغلت حياته هي : محاربة البدع والخرافات ، وكشف أوهام الصوفية ، والدعوة إلى التوحيد الخالص ، ونشر العلم الصحيح بين الناس ، رحم الله الشيخ ، وأدخله فسيح جناته ، وأجزل له المثوبة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين .

مقطع مختار للشيخ رحمه الله

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©