قصة مقرأة الدُّرَّة المُضِيَّة باختصار

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصة مقرأة الدُّرَّة المُضِيَّة باختصار : كانت البداية في الإسكندرية سنة 1431 هـ = 2009 م عندما كنت أُدَرِّسُ في معهد الدعوة والدراسات الإسلامية ، وأردت أن أنشئ دارَ الدُّرَّة المضية للإجازة بالقراءات القرآنية ، وكتبت طلبًا للدعم في ملتقى أهل الحديث كما في الرابط التالي :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199054
وطبعًا لم يجب أحدٌ إلى الآن ؛ لقلة الثقة في المتواصلين عبر الإنترنت ، لكن يسر الله بعد ذلك دعمًا محدودًا للمشروع من بعض المحسنين – جزاهم الله خيرا - . المقصود نرجع إلى فترة ما قبل التأسيس ... ذات يوم راسلني الشيخ المتواضع ذ/علي بلعالية دومة رئيس المركز الإسلامي بولاية الشلف بالجزائر يطلب أن يقرأ على بالقراءات العشر (1) ، فبدأنا عبر سكايب ، وكان الحاسوب (2) في حالة يُرْثَى لها ، فأكرمني الله بشراء حاسوب جديد بعد شهور ، ثم أنشأنا جامعة الدرة المضية العالمية للعلوم العربية والإسلامية ، وكانت لنا أخت من المغرب تقوم على إدارة الموقع وتدعمه ، ثم حاولت تحويل المشروع من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع ، وكنت قد استأجرت شقة سكنية بمنطقة أبي قير(3) فلم يتيسر السكن بها فقررت أن أجعلها مقرًّا للمقرأة فرفض صاحب الشقة ، وفسخ العقد . وكانت "جامعة الدرة المضية" موقعًا يبث الفوائد وينشر العلوم العربية والإسلامية بمنهجية متدرجة نافعة لطلاب العلم ، وكان العلماء المدرسون فيها دكاترة وأساتذة فضلاء تخرجوا في جامعة الأزهر(4) أو دار العلوم(5) . وكنت (إسماعيل الشرقاوي) مؤسس الجامعة ومديرها . 
 ومن وراء هذا الموقع سعينا لإنجاز مشروع جامعة الدرة المضية على أرض الواقع ، ولكن مع قلة الدعم وتقدّير الله – تعالى – سفري للمغرب في جمادى الأولى 1433 هـ = إبريل 2012 م توقف المشروع الواقعي ، ثم أغلق الموقع - بما فيه من سلاسل وفوائد ومقالات - قدرا لأسباب هندسية ، وقد راسلت المسؤولين فنيًا عن الموقع – سامحهم الله - فلم يرجعوا إليّ قولا . ثم أكرمني الله – عز وجل - بتأسيس موقع جديد للمقرأة ، وضمنت فيه ما استطعت تداركه من الموقع القديم ، وعوضني الله به خيرا ، ثم امتدت الأعمال حتى أسستُ – بفضل الله - مركز الفردوس للتنمية البشرية والأداء المتميز بالمغرب – تطوان في ذي الحجة 1436 هـ = سبتمبر 2015 م (6) ، ثم ألحقت المقرأة إداريًّا بالمركز ، وتم اعتماد المركز والمقرأة من بعض المؤسسات الدولية المرخصة من الاتحاد الأوروبي "البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية" ، وبفضل الله وتوفيقه منذ بدأنا وشهاداتنا وإجازاتنا للطلاب معترف بها دُوَلِيًا ومعتمدة لدى أهل الاختصاص ؛ وهناك من يقدمها لمدارس أو مراكز تحفيظ أو مؤسسات ثقافية حكومية وخاصة ويعمل بها ؛ وذلك بمَنِّ الله وكرمه ؛ فالله – سبحانه وتعالى - ألهمنا منهجًا وسطًا في التعامل مع القرآن والعلم ، وندعو الناس إلى الجمال والرقي وحب ما يصنعون ؛ ليبدعوا فيه ويأتوا بأحسن النتائج . نسأل الله أن يتقبل منا ، وأن يجعل كل من نأتي أو نذر خالصًا لوجهه الكريم ، وأن يثقل به الموازين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . والحمد لله رب العالمين . (7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم أر في تواضعه وحرصه وكفاحه أحدًا سوى والدي - رحمه الله – وقد ظل يقرأ علي أثناء تواجدي بمصر ، وزارني بها ، كما زارني في المغرب حتى أتم القراءات العشر الصغرى والكبرى ، ثم أكرمه الله بالدكتوراة في القراءات منذ شهور ، وهو من أحب الناس إلى قلبي ؛ لدماثة خلقه وطيب معشره وحسن سمته ، حفظه الله ونفع به البلاد والعباد .
(2) قيل إن أول من عَرَّب هذا المصطلح للكمبيوتر هو شيخنا العلامة د/عبد الصبور شاهين - رحمه الله - .  
(3) شمال شرق الإسكندرية ، وهي آخر محطات قطار الإسكندرية . 
(4)  كشيخنا الفاضل د/ضياء الدين فهمي - حفظه الله - أستاذ اللغة العربية بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر ، وأستاذنا د/العشري عمران - حفظه الله - (وكان زميلي في التدريس بمعهد تاجان الأزهري) .
(5) كشيخنا الراحل أسد الدعوة يوسف البدري - رحمه الله - ، وقد قدم كثيرًا في السنة الأولى ، فكان يدرسنا الأصول والعقيدة والفرق ، أسأل الله أن ينير عليه قبره ، ويجعل درجته في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقًا .

(6) رابط موقع المركز : http://alfirdawscenter.blogspot.com/ 
(7) استبيان المقرأة ص 1 .