موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية - 73 - ما المقصود بكتب طُرَرِ المالكية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

س 73: سأل أحد الإخوة : ما المقصود بكتب طُرَرِ المالكية ، مثلا : طُرَّة على متن الرسالة ؟

ج 73 :   الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، وبعد ... فإن الطُّرَّة في اللغة طرف الشيء أو حاشيته (1)  ، وفي اصطلاح الْكُتَّاب هي ما يقيده الطلاب من فوائد يسمعونها من شيوخهم في مجالسهم العلمية . 
وقال الشيخ  أبو عاصم بشير ضيف بن أبي بكر بن البشير بن عمر العربي نسباً الجزائري بلداً المالكي مذهباً :
"مصادر كتب الطرر المالكية :
- طرة على مختصر خليل: الطالب أحمد بن محمد رار التنواجيوي الموريتاني.
- طرة على متن الرسالة: أبو الحجاج يوسف بن عمر الأنفاسي.
- طرة على المختصر: حبيب بن القاضي.
- طرة على المختصر: ألغفا الخطاط.
- طرة على الرسالة: أبو زيد عبد الرحمن بن عفان الجزولي.
- على التهذيب: عبد الله بن محمد بن الأعرج ضياء الدين.
- طرة على التهذيب: أبو الحسن علي بن عبد الرحمن الطنحجي.
- طرة على الوثائق المجموعة: أحمد بن محمد بن هارون بن عات النفرني.

- طرر على خليل: عبد الواحد بن عاشر الأنصاري".
ثم قال : " قالوا إن تقييد الطرر تهدى ولا تعتمد، وإن كانت الطرر من عادات طلاب العلم تقييد ما يلقيه الشيخ من فوائد وتقريرات وتعليقات وتوضيح للمسائل ثم جمعها وعزوها إلى شيخها، وقد قال بعض الشيوخ: إن من أفتى من التقاييد يؤدب، ولكن الطرر تبقى تسير مع أي علم، الطرة في النحو وفي البلاغة واللغة والصرف وهكذا، وهي عصارة ذلك العالم وما له من تقييدات يراها هو صحيحة" . (2)  
 وأقول : هذه الفوائد مهمة جدًّا وقد ترفع كثيرًا من الإشكالات ، فينبغي أن لا يستهين بها طالب العلم ، وليقيدها ؛ لأنه العلم ، وصح أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال "قيدوا العلم بالكتاب" ، وصدق من قال العلم صيد والكتابة قيده ... قيد صيودك بالحبال الواثقة . فمن الحماقة أن تصيد غزالة ... وتتركها بين الخلائق طالقة . وقال آخر "تعلم العلم ؛ فإنك لا تدري متى تحتاج إليه" (3) . وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه . هذا . وبالله التوفيق . والله أعلم .

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة معاجم موقع المعاني، وقال ابن فارس : 
(طَرَّ) الطَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى حِدَّةٍ فِي الشَّيْءِ وَاسْتِطَالَةٍ وَامْتِدَادٍ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: طَرَّ السِّنَانَ، إِذَا حَدَّدَهُ. وَهَذَا سِنَانٌ مَطْرُورٌ، أَيْ مُحَدَّدٌ. وَمِنَ الْبَابِ الرَّجُلُ الطَّرِيرُ: ذُو الْهَيْئَةِ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ قَدْ طُرَّ وَجُلِيَ وَحُدِّدَ. قَالَ:
وَيُعْجِبُكَ الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيهِ ... فَيُخْلِفُ ظَنَّكَ الرَّجُلُ الطَّرِيرُ
وَمِنَ الْبَابِ فَتًى طَارٌّ: طَرَّ شَارِبُهُ. وَالطُّرَّةُ: كُفَّةُ الثَّوْبِ. وَيُقَالُ: رَمَى فَأَطَرَّ، إِذَا أَنْفَذَ. وَكُلُّ شَيْءٍ حُسِّنَ فَقَدْ طَرَّ، حَتَّى يُقَالَ: طَرَّ حَوْضَهُ، إِذَا طَيَّنَهُ. وَالطُّرَّةُ مِنَ الْغَيْمِ: الطَّرِيقَةُ الْمُسْتَطِيلَةُ. وَالْخُطَّةُ السَّوْدَاءُ عَلَى ظَهْرِ الْحِمَارِ طُرَّةٌ. وَطُرَّةُ النَّهَرِ: شَفِيرُهُ. وَطَرَّ النَّبْتُ، إِذَا أَنْبَتَ ; وَهُوَ مِنْ طَرَّ شَارِبُهُ. قَالَ:
مِنَّا الَّذِي هُوَ مَا إِنْ طَرَّ شَارِبُهُ ... وَالْعَانِسُونَ وَمِنَّا الْمُرْدُ وَالشِّيبُ . المقاييس (3/ 409) .

(2)  مصادر الفقه المالكي (1/ 57 ،58) .
(3) للمزيد انظر رسالتي "تذكير الصحابة بإعجاز القرآن وفضل الكتابة" في الرابط التالي :
http://zdnyilma.blogspot.com/2015/05/blog-post_80.html

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©