موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية - 75 - ما هو مصدر ومعنى "وجدناه صابرًا" ، وهل هذا من باب الصدفة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
س 75 : سألت أخت فاضلة من الجزائر الشقيق : تقول : ما هو مصدر كلمة "وجدناه" في سورة ص "إنا وجدناه صابرا" وما هو مرادف الكلمة ؟ هل هي صادفناه ، لقيناه ، أم عرفناه ، مع العلم أن كل هذه المعاني تأخذنا للصدفة ، وهذا ليس من باب الشك في علم الله وإنما من باب الفهم فقط ؟


ج 75 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فيقول الله - تعالى - : ((إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)) (القمر 49) ، وقال - تبارك وتعالى - : ((وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ)) (الحجر 19) ، وقال - عَزَّ مِن قائل - : ((فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ))  (المرسلات 23) من القدرة ، وقرأ المدنيان والكسائي ((فَقَدَّرْنَا)) من التقدير (1) فلا يوجد شيء صغيرًا كان أو كبيرًا إلا وهو مخلوق بقدرة الله وقدره خلافًا للفلاسفة .
وعَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ – ت 53 هـ رضي الله عنه - قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، خَشِيتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ دِينِي وَأَمْرِي ، فَأَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ – ت 30 هـ رضي الله عنه- فَقُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَخَشِيتُ عَلَى دِينِي وَأَمْرِي، فَحَدِّثْنِي مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ.
فَقَالَ: «لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا، أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا قُبِلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ» وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ أَخِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ – ت 32 هـ رضي الله عنه -، فَتَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ، فَسَأَلْتُهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ وَقَالَ لِي: وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ حُذَيْفَةَ -بْنَ الْيَمَانِ ت 36 هـ رضي الله عنهما -، فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَا، وَقَالَ: ائْتِ زيْدَ بْنَ ثابتٍ – ت 45 هـ رضي الله عنه -، فَاسْأَلْهُ، فَأَتَيْتُ زيْدَ بْنَ ثابتٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَقُولُ:
«لوْ أَنَّ اللَّهَ عذَّبَ أهْلَ سَمَاوَاتِهِ وأهْلَ أرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا، أوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا قَبِلَهُ مِنْكَ حتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ (2) ، فَتَعْلَمَ أنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مُتَّ عَلَى غيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ» (3)



وبناءً على ما تقدم لا يوجد شيء اسمه صدفة ، ولا ترد كلمة الصدفة على لسان العلماء إلا متأوَّلةً بالموافقة والتقدير .
وإجابة عن الشق الأول من السؤال أقول - وبالله التوفيق - :
مصدر كلمة "وجدناه" في الآية كما في بعض المعاجم هو "وَجَدَ وَجْدًا ، ووُجْدًا ، وجِدةً ، ووُجُودًا ، ووِجْدانًا" (4) ، ومعناها هنا هو : "عَلِمْنَاه" كما قال النَّسَفِي (5)  وغيره من المفسرين - رحمهم الله - . والعلم في هذه الآية وغيرها كقوله - تعالى - : ((وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا)) (آل عمران 140) ، أو ((وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا)) (آل عمران 166 ، 167) ، ((وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ)) (الحديد 25) يجمعها قولنا "وليعلم تنسَبْ لله اربعُ ... ثلاثُ عمرانِ حديدٍ فَعُوا" هو علم المشاهدة كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -  فِي مِثْلِ هَذَا "لنَرَى" (6) .
 والمقصود بهذا العلم هو مشاهدة الفعل موافقًا لأصل الفعل في اللوح المحفوظ ، وهو بخلاف العلم المكتوب في اللوح المحفوظ ؛ إذ لم يقترن بالمشاهدة ، بأسلوب أوضح ، نضرب هذا المثال  التقريبي : قرأتَِ في جريدة إعلانية أن هناك متجرًا فاخرًا ، وفيه جميع أنواع المنتجات والملابس والأطعمة والفواكه ، وقد صوروا في الجريدة عروضًا مميزة ومخفضة ، فلما ذهبت إلى المَتْجَرِ وجدتَِ ما في المتجر مطابقًا لما في الصورة بالضبط ، وقد تجده (أو تجيدنه) مخالفًا لما في الصورة ، وقد لا تجده (تجدينه) أصلًا ، هذا عند البشر ؛ لأنهم ناقصون ، وتطرؤ عليهم عوامل وظروف ، وخُلْفُ المقاصد من أعظم الدلائل على وحدانية الخالق وقهره للعالم . إذا فهمت هذا المثال فهمت المقصود من الآيات ، ((وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (النحل 60) . 
وقد وردت بعض الآثار والأخبار دالةً على ما تقدم ، منها ما رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ» ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِي أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، - يَعْنِي المُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ» ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: «يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ ، الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ» ، قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ، قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ قَالَ أَنَسٌ: " كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] . (7) فنسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الرجال ، وأن يوفقنا لنريه - سبحانه - من أنفسنا خيرًا حتى نلقاه ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . هذا ، وبالله التوفيق . والله أعلم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المهذب للشيخ محمد سالم محيسن (2/ 411) . 
(2) وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّا خُلِقْنَا الْآنَ، فِيمَا الْعَمَلُ الْيَوْمَ؟ أَفِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، أَمْ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ؟ قَالَ: «لَا، بَلْ فِيمَا جَفَّتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ» قَالَ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» رواه مسلم (2648) (4/ 2040) ، وعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ قِيلَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: «كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» . رواه مسلم (2649) (4/ 2041) ، وعَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً» قَالَ فَقَالَ رَجَلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ» فَقَالَ: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ» ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 6] . رواه مسلم (2647) (4/ 2093) والبخاري (4945) (6/ 170) ، (4947) (6/ 171) ، وروى الترمذي (2141) (4/ 449) والطبراني في الكبير (17) (13/ 14) وغيرهما مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أَجْمَلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ مِثْلَهُ فِي أَهْلِ النَّارِ وَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ فَقَالَ بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا ثُمَّ قَالَ فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنَ الْعِبَادِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَوَجْهُ الشَّبَهِ بَيْنَه وبين خطبته صلى الله عليه وسلم الجامعة - لكل أحوال الأمة حتى دخول أهل الجنة الجنة ودخول أهل النار النار كما رواها الشيخان - أَنَّ فِيها تَيْسِيرَ الْقَوْلِ الْكَثِيرِ فِي الزَّمَنِ الْقَلِيلِ وَهَذَا فِيهِ تَيْسِيرُ الْجُرْمِ الْوَاسِعِ فِي الظَّرْفِ الضَّيِّقِ وَظَاهِرُ قَوْلِهِ فَنَبَذَهُمَا بَعْدَ قَوْلِهِ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ أَنَّهُمَا كَانَا مَرْئِيَّيْنِ لَهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ . الفتح لابن حجر (6/ 291) بتصرف .
(3) صحيح ، رواه ابن ماجه (77) (1/ 29) وأبو داود (4699) (4/ 225) وغيرهما . للمزيد انظر "الأربعين النبوية في دين الحنيفية"  (142 ، 143) .
(4) انظر موقع المعاني ، ومقاييس ابن فارس (6/ 85 ، 86) .
(5) مدارك التنزيل وحقائق التأويل (3/ 158) وقال الله - تعالى -  : ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)) (النور 39) أي وجد جزاء الله كما قال الكرماني في غرائب التفسير وعجائب التأويل (2/ 800) ، وقال الماوَرْدِي : " {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ} فيه وجهان: أحدهما: وجد أمر الله عند حشره. الثاني: وجد الله عند عرضه. {فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} يحتمل وجهين: أحدهما: ووجد الله عند عمله فجازاه على كفره. والثاني: وجد الله عند وعيده فوفى بعذابه ويكون الحساب على الوجهين معاً محمولاً على العمل , كما قال امرؤ القيس:
(فوّلَّى مُدْبِراً وَأيْقَنَ ... أنَّه لاَقِى الْحِسَابَا)" . النكت والعيون (4/ 109) .

(6) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير (2/ 127).
(7) البخاري (2805) (4/ 19) ومسلم (1903) (3/ 1512) . 

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©