موضوع عشوائي

آخر المواضيع

نصائح لطلاب العلم والدعاة إلى الله 13- كلمتان في الصوفية والسلفية والتصنيف

نصائح لطلاب العلم والدعاة إلى الله 13 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فهاتان  كلمتان في الصوفية والسلفية والتصنيف ، أسأل الله أن ينفع بهما المسلمين . وبالله التوفيق .
الكلمة الأولى :
بسم الله الرحمن الرحيم . السلفية والصوفية عَدَاءٌ مُتَقَادِم وصِرَاعٌ مُتَرَاكِم ، وقد جالست الفريقين وسايرت المنهجين ، وللإنصاف أقول : في كل منهما غلاة وهداة ((فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ)) ، وبالنظر إلى المقتصدين منهما أقول : أقربهم إلى الهَدْيِ الأول في الاعتقاد والسنة الفريق الأول ، وأرحمهم بالخلق الفريق الثاني . وأما ما وقع مؤخَرًا في مؤتمر الشيشان فهو نتيجة حتمية للإقصاء المتبادل من الطرفين ، وما أبرئ المؤتمرين ، ومِفْتَاح الإصلاح بين الفريقين أن يتخلى كل منهما عن العصبية وسوء الظن والتهم المُعَلَّبة ، ولْيجلسا على مائدة القرآن - بوساطة فريق من المحايدين المنصفين - ويجمعا نقاطَ الوفاق ويحصرا نقاط الخِلاف ، وينتهيا إلى كيفية التعاون على البر والتقوى في المتفق عليه ، وكيفية التعاطي مع نقاط الخلاف بهدي سيد الدعاة - صلى الله عليه وآله وسلم - . أرجو الله - سبحانه وتعالى - أن يؤلف بين قلوب المسلمين في كل مكان . وبالله التوفيق ، والحمد لله رب العالمين ، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
الكلمة الثانية :
 لا تزعم أنك حامي حمى الدين ، وأن من سواك ليس على شيء مبين ؛ فقد يكون من خيار الدعاة ، ولعله أقرب منك إلى الله ، قال الله - تعالى - ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) (الأحزاب 70 ، 71) ، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» . رواه مسلم (2564) (4/ 1986) . وعَنْ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ " أَوْ كَمَا قَالَ . رواه مسلم (2621) (4/ 2023) ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «رُبَّ أَشْعَثَ ، مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» . رواه مسلم (2622) (4/ 2024) . ودمتم سالمين .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©