بسم الله الرحمن الرحيم . نقطة . ومن أول السطر ...
ما تعانيه الساحة العلمية من جمود أو تخبط بعض الطلاب تارة ، والجفاء وسوء
الأدب تارات له أسباب ، وينبغي أن لا نلقي بالعبء دائمًا على الطلاب ،
فالشيوخ والأساتذة مسؤولون ، وما أكثرَ القُساةَ والمُنَفِّرين ، إن أردنا
تجاوز هذه العقبة فينبغي أن نتحلى بما تحلى به الخَضِر - عليه الصلاة
والسلام - (الرحمة والعلم) :
((فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا)) (الكهف 65) ، ومن ثَمَّ ننصح
الطلاب بالحكمة والموعظة الحسنة ...
*أخي الكريم جدد نيتك في هذا العمل أن يكون خالصًا لوجه الله الكريم .
*من آداب الحديث أن تسلم قبل أن تتكلم .
*من آداب الإسلام أن تستأذن قبل أن تغادر المجموعة .
*من لم يشكر الناس لم يشكر الله .(حديث شريف)
*لا تتعجل حضور أستاذك أو إجابته عن سؤالك .
*أحسن الظنَّ بمن علَّمَك حرفًا ، وادع له بخير ، وقل "اللهم استر عني عيب
شيخي وانفعني بعلمه" .(الإمام النووي - رحمه الله - ) .
*أخي الحبيب لا تراسل أستاذك أو تتصل به في وقت متأخر ليلا .
*ليس من شكر النعمة أن تحذف اسم شيخك من وسيلة التواصل لانقضاء الغرض الذي
راسلته من أجله ؛ فلربما تحتاجه مرة أخرى فتجده قد حظرك وحذفك من حياته
تمامًا .
*أخي الكريم إذا رأيت شيخك (الذي تعلمت منه حرفًا) فسلم عليه ، واطمئن عليه
ولو كل سنة مرة ...
*حبيبي في الله هل تعلمت هذا العلم وأتقنته قبل أن تتكلم فيه ؟! ...
*لا تخرج من علم (أو مستوى) إلى غيره حتى تُحْكِمَه ؛ فإن ازدحام الكلام في
السمع مضلة للفهم . (وصية أحد الملوك لمؤدب ولدِه) .
*أخي الفاضل هل درست أو قرأت "حلية طالب العلم" أو مختصرًا لها ؟ .
وصدقوني - معشر المعلِّمين - ستجنون الثمرة - بإذن الله وتوفيقه - ،
وستغيرون سلوك طلابكم إلى أحسن حال بالقول الحسن والعمل الصالح ، لا بالحظر
أو الهجوم . وصدق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
«إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ
مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» . وكل ما تقدم لا يمنع من القسوة في موضعها ،
كما قال المتنبي :
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى ... مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع
النّدى
ولله دّرُّ من قال :
فقَسَا ليزدجروا ومن يك حازما***فليقس أحيانا على من يرحمُ
اللهم اجعلنا من الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو
الْأَلْبَابِ . والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على
سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات: