موضوع عشوائي

آخر المواضيع

تقاييد على كتاب الله المجيد - يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً

بسم الله الرحمن الرحيم
تقاييد على كتاب الله المجيد - يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ... إسماعيل الشرقاوي


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فيقول الله - تبارك وتعالى - : (( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) (النساء 100) . كثيرًا ما استوقفتني هذه الآية الكريمة ، سماعًا وقراءة واستدلالًا ، فقررت أن أقف متدبرًا لبعض كلماتها ، كلمة حيرت كثيرًا من المفسرين ، ألا وهي ((مُرَاغَمًا)) فما هو المُرَاغَم ؟ ثم ما هي فوائد الهجرة ؟
قال سعيد بنُ جبير، ومجاهد: متزحزحاً عما يكره. وقال ابن قتيبة: المراغم والمهاجر: واحد، يقال: راغمت وهاجرت، وأصله: أن الرجل كان إِذا أسلم، خرج عن قومه، مُراغِماً، أي: مغاضِباً لهم، ومهاجِراً، أي: مقاطِعاً من الهجران، فقيل للمذهب: مراغم، وللمصير إلى النبي عليه السلام هجرة، لأنها كانت بهجرة الرجل قومه (1). 
وقال السدي: «المراغم» المبتغى للمعيشة. قال القاضي أبو محمد عبد الحق: وهذا كله تفسير بالمعنى، فأما الخاص باللفظة، فإن «المراغم» موضع المراغمة، وهو أن يرغم كل واحد من المتنازعين أنف صاحبه بأن يغلبه على مراده، فكفار قريش أرغموا أنوف المحبوسين بمكة، فلو هاجر منهم مهاجر في أرض الله لأرغم أنوف قريش بحصوله في منعة منهم، فتلك المنعة هي موضع المراغمة. وكذلك الطود الذي ذكر النابغة، من صعد فيه أمام طالب له وتوقل فقد أرغم أنف ذلك الطالب. وقرأ نبيح والجراح والحسن بن عمران «مرغما» بفتح الميم وسكون الراء دون ألف. قال أبو الفتح: هذا إنما هو على حذف الزوائد من راغم، والجماعة على «مراغم» (2) .
قلت (الشرقاوي) الهجرة سنة الأنبياء ، فكل الأنبياء تقريبًا هاجروا مرغمين ، كما صرح بذلك ورقة بن نوفل في لقائه بالنبي - عليه الصلاة والسلام - عند بدء الوحي ، قال :
"يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ" ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ»، قَالَ: "نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ" أو قال "إِلَّا أُوذِيَ" (3) ،  ويقول الله - جل ثناؤه - للنبي - عليه الصلاة والسلام - : ((مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)) (فصلت 43) .
أما (المراغم) فهو اسم مكان ، ولو رجعنا إلى أصل الكلمة لحُلَّت العقدة .
قال ابن فارس : "الرَّاءُ وَالْغَيْنُ وَالْمِيمُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا التُّرَابُ، وَالْآخَرُ الْمَذْهَبُ. فَالْأَوَّلُ الرَّغَامُ، وَهُوَ التُّرَابُ. وَمِنْهُ " أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ " أَيْ أَلْصَقَهُ بِالرَّغَامِ . وقال الْخَلِيلُ: الرَّغْمُ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَكْرَهُ الْإِنْسَانُ. وَرَغَمَ فُلَانٌ، إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الِانْتِصَافِ. قَالَ: وَالرَّغَامُ: اسْمُ رَمْلَةٍ بِعَيْنِهَا. وَيُقَالُ رَاغَمَ فُلَانٌ قَوْمَهُ: نَابَذَهُمْ وَخَرَجَ عَنْهُمْ.
وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمُرَاغَمُ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ وَالْمَهْرَبُ، فِي قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} [النساء: 100] . وَقَالَ الْجَعْدِيُّ: عَزِيزِ الْمُرَاغَمِ وَالْمَهْرَبِ ، وَيُقَالُ: مَالِي عَنْ ذَاكَ الْأَمْرِ مُرَاغَمٌ، أَيْ مَهْرَبِ" (4) .
وأقول لا مانع من أن تكون كلمة (المراغَم) راجعةً إلى الأصلين ؛ فالمُرَاغَم هو المكان الذي يتحول إليه المهاجر ، وأما حالة المهاجر النفسية في ذلك المكان فهي متنوعة ومتغيرة ، فتراه أولًا أرغم عدُوَّه الداخلي (الهوى وحب الكسل) ، وهل من مفسدٍ للمرء سواه ؟! 
 إن الشباب والفـراغ والـجِـدَة ***مفسدةٌ للمـرء أيُّ مـفـسـدة (كما قال أبو العتاهية)


 كما أن المهاجر أرغم أعداءه الخارجين ، وما أكثرَهُم ! وأولئك الأعداء هم المنافقون والحاقدون والحاسدون الذين يريدون له المكث والبقاء في مكانه ، لا يحرك ساكنًا حتى يموت كَمَدًا ، وهذا ما يقتضيه قانون السكون .. 
عزيزي القارئ أحب أن أذكرك أن كل البشر بلا استثناء يحبون النجاح والثراء ، إلا أن أكثرهم يصر على ملازمة فراشه ، بَيْدَ أن الناجحين يفارقون فراشهم كل صباح ، عاملين بقانون الحركة ، مستبشرين برزق الله ، ومؤمنين بصدق موعوده :
((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)) (الملك 15) فما أعظم هذه الآية ! فيها كل الطاقات : ابتداءً بالطاقة الروحية ، ومرورًا بالطاقة البدنية والذهنية ، وانتهاءً بالطاقة الروحية ؛ لأن الإيمان بالله هو مصدر إلهامهم وتوفيقهم . وفي هذه الحركة إرغامٌ للنفس ومغامرة ..
الناجحون يغامرون بكل شيء ، لا خطوط حمراء إلا ما خالف الشرع .. فهم يغامرون بمالهم أحيانًا ، وبأوقاتهم أحيانًا أخرى ، وربما يغامرون بأنفسهم ، وهذه المغامرة هي سر التفوق ، وصدق الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي :
يفوز باللذات كل مغامر ... ويموت بالحسرات كل جبانِ 

وتوجد حالات أخرى لمراغَمَة المهاجر منها أن يصيبه بعض أضرار الهجرة ، كأن يعيش في مكان مُرْغَمًا على العيش فيه ، وأن يصادق أُناسًا ليس له مهرب من صداقتهم ، وهذا من أشد النكد على الأحرار كما قال أبو الطيب :
ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى ... عَدُوّاً لَهُ ، ما من صَداقَتِهِ بُدُّ

أخي المهاجر .. لا شك أن معاشرة الإنسان ومفارقة البلدان تجعل المهاجر يعيد النظر في كثير من القضايا التي كان ينتهج فيها منهجًا معينًا ، وربما يتخلى عن بعض مبادئه ، وقد رأينا عددًا من المتدينين لما سافروا وفتحت عليهم الدنيا تخلَّوْا عن بعض مبادئهم ، فالقارئ صار مغنيًا ، والمحجبة صارت متبرجة ...
يُقضى على المرء في أيامِ محنتهِ **حتى يرى حَسَناً ماليسَ بالحَسَنِ (5)

عزيزي القارئ ... كل الناس يحبون أوطانهم ، ولا أحد يحب مفارقة الديار ومقارعة الأغيار ، ولكنها الضرورة التي جعلت سيد الخلق محمدًا - عليه الصلاة والسلام - يهجر مكة قائلًا بلوعة القلب وشفقة الحب "أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ" (6)

لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا *** ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ (7)


أقول لكل الراغبين في تحقيق أحلامهم ، اجتهدوا لبلوغ آمالكم ، ولا تقيدوا أنفسكم بصورة ذهنية معنية لبلد معين ، فربما يكون رزقكم في بلد خيرًا من بلد آخر ، وأرض الله واسعة ، بالإضافة إلى فوائد أخرى كثيرة ، لا تحصيها الأقلام ، ومنها ما أشار إليه إمامنا الشافعي - رحمه الله - في قوله :
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلَى ... وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ ... وَعِلْمٌ ، وَآدَابٌ ، وَصُحْبَةُ مَاجِد
وتأمل موضع السعة فقد وقعت بعد المراغم ، فكأن المراغَم هو الضريبة التي يقدمها المهاجر أولًا قبل كل شيء ؛ ليستفيد من ورائها السعة ، من باب "يُبْتَلى المرء فإن صَبَر مُكِّنَ له" كما قال إمامنا الشافعي - رحمه الله - مستدلًا بقول الله - تعالى - :
((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)) (البقرة 124) .

ثم ما هي السعة ؟! 

إياكم أن تحصروا السَّعة المذكورة في الآية ((وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً)) في المال فقط ، كلا .. بل هي سعة في الرزق ، والرزق كما قال أهل اللغة كل ما ينتفع به ، فالفهم رزق ، والصلاة رزق ، وصلاح البال رزق ، وراحة الحال رزق ، والعلم رزق ، والزوجة الصالحة رزق ، والجار الصالح رزق ، والمال رزق ، والبنات رزق ، والبنون رزق ... فالرزق لا ينتهي ؛ لأنه عطاء من لا ينتهي ((هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) (ص 39) ، ((إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ)) (ص 54) .
وثمَّةَ حال يكون فيه المهاجر صالحًا لكنه مضطرٌ للهجرة ؛ مفارقةً للفتنة أو زيادةً من الحسنات في دار أقلَّ فتنًا ، قال الله - عز وجل - :
((ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)) (النحل 110) هكذا قرأها الجمهور (فُتِنُوا) 
وقرأها الشامي (وفَتَنُوا) فتكون الهجرة لهذا الصنف من تمام التوبة ؛ هجرًا لأرض المعصية ورفاق السوء ، كما في حديث قاتل المائة . (8) 

أخي المهاجر أبشر بالخير الوفير في الدنيا ، وأما الآخرة فأبشرك بالثواب العظيم والفضل الكبير ؛ فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ»، قَالُوا: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ» . (9)
وقال ربنا - سبحانه وتعالى - :((وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ على الله))
وأجَلُّ من ذلك الثواب وأجمل قول الله - جل ثناؤه - :
((وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) (الحج 58) (10)
ونلاحظ في تلكم الآيات إبهام الثواب ، والإبهام غاية في البيان كما قرره البلاغيون .
ولا شك أن المهاجر بشر يقع في بعض الذنوب خلال رحلته ، فهو مفتقر إلى مغفرة الله ورحمته ، ومن ثَمَّ كان ختام الآية بأرقى ختام وأروع بيان ((وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) . ولعل لرقم الآية (100) سرًّا لا يعلمه إلا الله ، فالآية 100 أيضًا في سورة التوبة تذكر ثواب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم :
((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) فاتباع المهاجرين المتأخرين للمهاجرين الأولين في العلم والعمل والمبادئ والقيم يلحقهم بهم في الثواب ، بحبهم وإن قصرت بهم الأعمال ، وفي الحديث «المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» (11) 



نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من رفقاء سيد المهاجرين الأولين في الدنيا والآخرة ، وأن يجعل هجرتنا جميعًا خالصةً لوجهه الكريم ، وأن يتقبل منا ، ويعوضنا خيرًا في الدنيا والآخرة ، وما عند الله خير وأبقى ، وما عند الله خير للأبرار ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآهل وصحبه أجمعين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زاد المسير (1/ 457) .
(2) تفسير ابن عطية (2/ 101) .
 (3) البخاري (1/ 7) (3) ومسلم (1/ 139) (160) ، ولفظ "إِلَّا أُوذِيَ" أخرجه البخاري (4953) (6/ 173) .
(4) معجم مقاييس اللغة (2/ 413 ، 414) .
(5) قاله الشاعر اللبناني إبراهيم المنذر (ت 1950 م) .
(6) حسن ،رواه أبو يعلي (2662) (5/ 69) وأحمد (18717) (31/ 13) وغيرهما .
(7) عمرو بن الأهتَم المِنْقَري ، كما في المفضَّليات للمزيد نابع هذا المقال من الرابط :
http://www.kufur-kassem.com/news-182-164493.html
(8) رواه النسائي (4/ 7) (1832) وابن ماجه (1/ 515) (1614) . 
(9) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُدِ اللهَ مَعَهُمْ، وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ، فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ، وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ، فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ "، قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا، أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ . رواه البخاري (3470) (4/ 174) ومسلم (4/ 2118) (2766) واللفظ له .
(10) ومثلها في أربعة مواضع ، قد جمعتها في قولي : هاجَرُوا خمسٌ تترا ... حَجَّ النحلُ كذلك زهْرَا . وثمَّة أربعةُ مواضع أخرى (وهاجروا) جمعتها في قولي : وهاجروا أربعةٌ تُدْرَى ... تاب الفائز ، ثَلِّثْ بَدْرَا .
(11) البخاري (6170) (8/ 39) ومسلم (2640) (4/ 2034) . 

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©