موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية 61 - أسئلة مهمة في الإجازات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم
س 61 (وهو مجموعة من الأسئلة المهمة في الإجازات القرآنية) :
1-سألت أخت فاضلة : ماذا تقول في بعض الشيوخ الذين يشترطون على طلابهم أو طالباتهم أن لا يقرؤوا على أحد سواهم ، وإذا خالفوا أمر شيخهم يتوقف عن إقرائهم ؟
أقول - وبالله التوفيق وهو وحده المستعان - عموما وبدون تحديد لأشخاص ولا ذكر لأسماء : أتعجب كثيرا من بعض الشيوخ الفضلاء الذين يشترطون على طلابهم أو طالباتهم ألا يقرؤوا على أحد سواهم ، وهذا يتنافى مع ما ثبت عن أئمتنا وعلمائنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم ، فها هو ابن عباس كان يطلب العلم من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن عمر بن الخطاب ومن أبي بكر ومن علي بن أبي طالب وغيرهم - رضي الله عنهم أجمعين - ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها ، وهذا الإمام نافع إمام الإقراء في المدينة ، قال قرأت القرآن على سبعين من التابعين ، والأمثلة في ذلك لا تحصى ولا تستقصى ؛ لأن تعدد الشيوخ هو الأصل ، أخي الشيخ الفاضل يا من تقول لأخت أو أخ لو قرأت على غير فلا تقرئي أو لا تقرأ علي ، ما دليلك على ما تفعل ؟! وما دام علمك صحيحا فما المانع أن يقرأ طلابك على كل الشيوخ والشيخات ؟ ! وهل فضيلتك تلقيت عن شيخ واحد فقط وتريد أن تفرض على الناس أمرا ما أنزل الله به من سلطان ، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله : كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مائة شرط ، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ، وختاما أذكر ما قاله شيوخنا :كثرة الشيوخ شرف وعلم . نسأل الله أن يبارك في الشيوخ ويوفقهم أجمعين ، يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ، والله أعلم . وبالله التوفيق.


2- سأل أخ فاضل : البعض يشكك في أخذ الإجازة عن طريق السكايب وما أشبه بحجة أن القرآن يؤخذ مشافهة ، وأيضاً حضور الطالب لدى الشيخ لازم لكي يتعرف الشيخ على حركات الفم والإشمام وما أشبه ،، فما جوابكم على هذا الإشكال؟
أقول - وبالله التوفيق - هذا انغلاق في الفكر والفهم ، وهل إجازات الشاطبي وصهره والمتولي والزيات وغيرهم من الشيوخ المبصرين بقلوبهم غير صحيحة ؟! وعليها مدار الأسانيد في المشرق والمغرب ، إذن العبرة بالسماع بصوت واضح ، وقد أقر بهذا كل العلماء ، ومنهم علماء الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم د/أيمن سويد ، د/عبد الله بصفر وغيرهما ، وكذا علماء الحرمين كالشيخ السديس - حفظهم الله جميعًا - ، ثم أقاموا مقارئ إلكترونية للإجازة بالأسانيد المتصل للمتقنين واشترطوا جودة الصوت أثناء التلاوة ، الحقيقة هذه الطفرة الإلكترونية أفادت كثيرًا من الناس في دول لا يجد الطلاب فيها من يعلمهم ، ولها بركات كثيرة وعليها آفات قليلة ، وكنت قد كتبت في هذا الموضوع من قبل فراجعه في المدونة إن شئت - مشكورًا - ، والله أعلم ، وبالله التوفيق .


3- سأل أخ فاضل : قرأت على شيخي القرآن كاملا بالقراءات العشر بطريقة التجزئة ، فهل يجوز لي أن أجيز بأي قراء إفرادًا ؟
أقول - وبالله التوفيق ومنه وحده المدد - طريقة التجزئة هي أن يقرأ الطالب ربعًا بقالون والربعَ التالي بورش والربعَ الثالث بالبزي والرابع بقنبل وهكذا حتى يختم القرآن الكريم بالقراءات العشر أو السبع طريقة صحيحة في المتابعة ؛ بمعنى أن تكون قد قرأت القرآن الكريم كاملًا بإتقان بكل قراءاته ورواياته ، بكل كلماته وحروفه ، إفرادًا أو جمعًا ، على شيخ مجاز وأجازك بذلك ، ثم بعد ذلك بدا لك أن تقرأ على شيخ آخر ، ولضيق الوقت قرأت عليه حروف الخلاف فقط أو قرأت بعض القرآن أو قرأت بالتجزئة ، فقراءتك صحيحة وإجازتك صحيحة متابعةً للقراءة الكاملة الأولى ، وليست أصلا مستقلًا بذاته ، ومن ثَمَّ وجب عليك أن تذكر في إجازتك لطلابك أنك قرأت على الشيخ الأول القرآن كاملا ، وعلى الشيخ الثاني (الذي قرأت عليه بالتجزئة) تذكر أنك قرأت عليه بعض القرآن بالقراءات العشر أو السبع أو تقول قرأت عليه بطريقة التجزئة ، من باب الأمانة ؛ لأن الأيام تمضي ، والأسانيد تتناقل ، فويل ثم ويل لمن يكذب في إجازاته ويوهم الناس أن قابل فلانًا ولم يقابله ، ختم على فلان ولم يختم عليه ، يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر ، وأما إن كنت قد قرأت القرآن الكريم بالقراءات السبع أو العشر بالتجزئة فقط فإجازتك عند جماهير العلماء غير صحيحة ؛ لأنك لم تقرأ القرآن كله برواية قالون ولا برواية ورش ولا بأي رواية أو قراءة ، وإنما إذا حسبتها وجدت أنك - إن كنت تقرأ بالقراءات السبع - قرأت جزئين وربع الحزب فقط لكل راوٍ ، فقل لي بالله عليك كيف تقرئ الطلاب القرآن كاملا ثلاثين جزءًا برواية ، وأنت لم تقرأ على الشيخ بهذه الرواية إلا جزئين وربع ؟! يا قراء القرآن راجعوا أنفسكم ، وإذا كان الله - تعالى - يقول في كتابه : "ليسأل الصادقين عن صدقهم" فإنه يقول أيضًا : "تالله لتُسألن عن ما كنتم تفترون " . وفي حديث سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ الطويل - حديث الرؤيا - قال الملكان (جبريل وميكائيل عليهما السلام) للنبي - صلى الله عليه وسلم - "وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" . صحيح البخاري . ألا هل بلغت اللهم فاشهد ، نسأل الله أن يجعلنا مع الصادقين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©