موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة البرمجة السلبية 1 - حرية الكفر 2-تقديم المسليات على الضروريات


بسم الله الرحمن الرحيم 
سلسلة البرمجة السلبية في العالم العربي وكيفية التخلص منها
من البرمجة السلبية فهم الناس قول الله تعالى - ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) أنها تبيح الردة ، والحق أن الآية لا تعني إباحة الردة كما أن قوله تعالى ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) لا يعني فرض الإيمان ؛ لأن دائرة الكفر مفتوحة للكافر الأصلي ، وفتح دائرة الكفر للكفار الأصليين استدراج في الدنيا ووبال في الآخرة ((تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار))  ، بينما دائرة الإيمان مسدودة لأهل الإسلام ، وسد دائرة الإيمان حصن للمسلمين في الدنيا وسعادة في الآخرة ، والمتأمل في الفريقين يلمح أنوار النبوة تلوح في أفق التدبر ، وتكتب بحروف من ذهب ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)) ؛ فالدنيا سجن للمؤمن في الظاهر جنة في الباطن ((فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)) ويظل المؤمن في هذا النعيم حتى يمتعه الله بالجنة العظمى في الآخرة ((وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ)) ، والدنيا جنة للكافر في الظاهر سجن في الباطن ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)) ويظل الكافر في هذا الجحيم حتى يجازيه الله بالسجن الأعظم في الآخرة ((إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)) . نسأل الله الجنة ونعوذ بالله من النار .
-من البرمجة السلبية الاعتناء بالمسليات (كالفن والكرة) مع تهميش أو تضييع الضروريات (كالعلم والمعرفة) ، وحيثما وجدت الفقر والبَطالة رأيت الجهل والضلالة ، والأمم المتقدمة تخصص مئات المليارات من دخلها السنوي للتعليم ؛ للرقي بمستوى المعلم والطالب على حد سواء ، المعلم عندهم هو رقم 1 في المجتمع ؛ لأنه هو الذي يُربي ويعلم ويُخَرِّجُ جميع الوظائف ، العلماء والأطباء والسياسيون والاقتصاديون والمهندسون ، والمعلم عندنا في ذيل القائمة !
 لِمَ لا ننتبه لهذا الداء ونحن أمة أول كلمة في كتابها "اقرأ" ؟! ولماذا ارتضينا بتفضيل الجاهل على العالم في مسكنه ومطعمه وملبسه ومركبه ؟! ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُون))
تنام الأُسْد في الغابات جوعًا ... ولحمُ الضَّأْنِ يُرْمَى للكلاب
وذو جهل ينام على حريرٍ ... وذو عِلْمٍ ينام على الترابِ
((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ))
 ، ونحن إذ ننتقد هذا فإننا لا نوجه خطابنا للدول ممثلة في حكوماتها فحسب ، وإنما نريد البيوت ممثلة في أفرادها ؛ لأن الدول في حقيقتها بيوت كبرى ، والبيوت في جوهرها دول صغرى ؛ فأصلحوا بيوتكم تَصْلُح دُوَلُكم .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©